87

Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī

نصرة القولين للإمام الشافعي

Editor

مازن سعد الزبيبي

Publisher

دار البيروتي

Publication Year

1430 AH

Publisher Location

دمشق

إمساك واكتساب). بإسناده عن علي(١) كرّم الله وجهه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ((الإيمانُ مَعْرِفَةٌ بالقَلْبِ وإِقْرارٌ باللّسانِ وعملٌ بالأَرْكان))(٢).

* الوجه الخامس: أنْ يكون المؤمن اسماً موضوعاً لمعنيين:

أحدهما: للتَّعريف.

والآخر: للمدح.

زنى أو سرق لم يُمْدَحْ به، وسلب منه هذا الاسم على معنى المدح، ولم يسلب منه على معنى تعريفه من الكافر، ومثله الرجل: اسمٌ موضوعٌ عند العرب لمعنيين:

أحدهما: ليعرف الذُّكور من الإناث.

والآخر: للمدح.

فمن وُجِدَ في أُمُوره جلداً صارماً، قالوا: نشهد أنَّك لرجل، ومن وجدوه في أُمُوره فشلاً(٣) ضعيفاً، قالوا: ما أنت برجل، فسلبوا منه الاسم على معنى المدح.

وعلى هذا المعنى قول كعب بن مالك(٤) يوم فتح مكَّة حيث يقول: ((ومَنْ يَنْصُرِ

(١) انظر ترجمته ص ١٢٧.

(٢) أخرجه ابن ماجه في المقدمة باب الإيمان (١/ ٢٥ رقم الحديث ٦٥)، وفي الزوائد إسناد هذا الحديث ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبي الصّلت، الراوي. وذكر في التقريب (هو عبد السلام بن صالح بن سليمان، أبو الصلت الهروي، مولى قريش، نزل نيسابور، صدوق له مناكير، وكان يتشبَّع، وأفرط العقيلي، فقال: كذَّاب، روى له ابن ماجه)، انظر ترجمته رقم / ١١٩٠ / ج١/ ٥٠٦.

(٣) فَشِلَ: فَشَلاً فهو فَشِلٌ من باب تعب وهو الجبان الضعيف القلب، انظر (المصباح المنير للمقرّي ٤٧٣).

(٤) كعب بن مالك: أبو عبد الله الأنصاري السّلمي، شاعر رسول الله ﷺ وصاحبه، شهد العقبة، وشهد أحد وما بعدها، وتخلّف عن تبوك، توفي زمن معاوية سنة/ ٥٣هـ/ وذكر في الأعلام / ت ٥٠هـ/، كان من أصحاب سيدنا عثمان، وأنجده يوم الثورة، وحرّض

=

86