Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī
نصرة القولين للإمام الشافعي
Editor
مازن سعد الزبيبي
Publisher
دار البيروتي
Publication Year
1430 AH
Publisher Location
دمشق
Genres
* الوجه الرّابع: معناه أن يدخل الجنَّة إن شاء الله ذلك وإن كان زنى وسرق، فإنَّه يقول تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ، وَيَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءٌ﴾ [النساء: ٤٨/٤ و ١١٦].
* الوجه الخامس: أنَّ رسول الله ﷺ قال: ((مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّةَ)) ولم يقل: لم يدخل النّار، فيحتمل أن يكون أراد به دخولاً بعد أن يعاقب في ذنب، إنْ لم يغفرْ لَهُ على ما روي عن النّبي ﷺ بإسناده أنّه قال: «لَيُصِيْبَنَّ أَقْواماً سَفْعٌ (١) من النَّارِ بِذُنوبِ أصابوها ثُمَّ يخرجون، فيُسميهمْ أهلُ الجنَّة الجهنَّمِيُّون))(٢).
* الوجه السادس: أن يكون ذلك لمن قال: لا إله إلاّ الله بقرائته وتوابعه دون إفراده، ألا ترى أنَّه لا بدَّ من الشّهادة بنبوَّة محمّد ﷺ وإن لم يكن في الحديث ذكره، وكذلك اعتقاد القلب، ولو كان الخبر على ظاهره لدخل فيه المنافق واليهود والنَّصارى، ومن قاله حاكياً عن غيره، ولدخل فيه من قاله مرَّة ثُمَّ جحده.
ورقم ١٤٤٥ عن أبي سعيد ٤٦٤/١، وأخرجه البيهقي في سننه الكبرى عن أبي سعيد وأبي هريرة ٣٨٣/٣، وأخرجه الديلمي عن أبي هريرة وفيه ((فكيف هي للأحياء؟ قال: أهدم وأهدم)). انظر (كنز العمّال للمتقي الهندي مجلد ١٥ رقم الحديث ٤٢٢٠٢).
(١) أي علامة تغيّر ألوانهم. يقال: سَفَعْتُ الشيء إذا جعلت عليه علامة، يريد أثرا من النّار. انظر (لسان العرب لابن منظور ٢٠٢٨/٢٣).
(٢) الأصل أن تكون: الجهنَّميِّين بالنصب كما سيأتي في رواية أخرى، والتقدير هنا: هم الجُهَنَّمُون، أخرجه أحمد في مسند أنس بن مالك ج١٣٥/٣ رقم الحديث ١١٩٦٧ قال: (أَنَّ رسول الله ﷺ قال: يخرج قوم من النّار بعد ما يصيبهم سفع من النّار، فيدخلون الجنّة، فيُسميهم أهل الجنّة الجهنّميين))، وحديث رقم ١٢٢٥١ لم يذكر فيه أنّ أهل الجنّة يسمّونهم الجهنّميُّون، وأخرجه البخاري عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: ((لَيُصِيبَنَّ أقواماً سفْعٌ من النَّأرِ بذنوب أصابوها عقوبةً ثمَّ يُدْخِلَهُم اللهُ الجَنَّةَ بفضلٍ رحمتهِ، يقال لهم الجهنَّمِيُّون))، انظر (فتح الباري رقم / ٧٤٥٠/ج ١٣/ ٥٣١).
82