80

Nuṣrat al-qawlayn liʾl-Imām al-Shāfiʿī

نصرة القولين للإمام الشافعي

Editor

مازن سعد الزبيبي

Publisher

دار البيروتي

Publication Year

1430 AH

Publisher Location

دمشق

قال أبو العباس: فيحتمل في تخريج كل واحد من تخريج هذين الحديثين وجوها(١).

أمَّا قوله ﷺ: ((مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلَّ اللهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ)).

فإنَّ ذلك يحتمل ستة أوجه:

أحدها: أن يكون قال ذلك في أوَّل الإسلام قبل اسْتقرار الشَّرائع والوعيد في الكبائر.

رسول الله ﷺ: ((لا يَزْني الزاني حينَ يزْني وهوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الخمرَ حينَ يَشْرَبُها وهوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ حينَ يَسْرِقُ وهوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ الناسُ إليهِ فيها أَبْصارَهُمْ حينَ يَنْتَهِبُها وهوَ مُؤْمِنٌ)). وانظر (النّووي على مسلم كتاب الإيمان باب ٢٣ج ٢/ ٢٣٠ رقم الحديث ٢٠٠)، ونصُّه قال أبو هريرة: إنَّ رسول الله ﷺ قال: ((لا يَزْنِي الزاني حِينَ يَزْني وهوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ السارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهوَ مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُها وهوَ مُؤْمِنٌ))، وكان أبو هريرة يُلْحِقُ معهُنَّ: (( ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذاتَ شَرَفٍ، يَرْفَعُ الناسُ إليْهِ فيها أبْصَارَهُمْ، حينَ يَنْتَهِبُها، وهوَ مُؤْمِنٌ)).

(١) سيذكرها المؤلّف بعد تخريجه لقوله عليه السَّلام: ((مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إلاّ اللهُ دَخَلَ الجَنَّة)). انظر ص٨٣ وما بعدها من هذا الكتاب ، ويقول ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث ص١١٥ -١١٧ تحت عنوان: قالوا حديثان متناقضان، قال: ((- الإيمان في اللغة: التصديق، يقول الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ﴾ (يوسف: من الآية١٧)،أي بمصدقٍ لنا.

_ ورجل صدَّق بلسانه وقلبه مع تدنس بالذنوب، وتقصير في الطاعات من غير إصرار، فنقول: قد آمن، وهو مؤمن ما تناهى عن الكبائر، فإذا لابسها لم يكن في حال الملابسة مؤمناً( یرید) مستكمل الإيمان.

_ أمَّا قوله في الحديث الثاني ( من قال لا إله إلا الله ... ) على الوجهين :

_ أحدهما: أن يكون قاله على العاقبة - يريد أنَّ العاقبة أمره إلى الجنة وإن عُذِّب بالزنا والسرقة-

والآخر: أنَّه تلحقه رحمة الله تعالى وشفاعة رسوله ﷺ فيصير إلى الجنة بشهادة لا إله إلا الله) )).

79