قال بعض: الحفيظ.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما المقيت: المقتدر.
وقال أبو عبيدة: المقيت أيضا عند العرب: الموقوف على الشيء. قال الشاعر:
... ليت شعري وأشعرن إذا ما ... أخرجوها مطوية ودعيت
... أإلى الفصل أم علي إذا حو ... سبت إن على الحساب مقيت
أي على حساب موقوف. والمقيت: الخالق للأقوات.
وجائز أن يقال: يا مقيت؛ لأن الله قد وصف نفسه بذلك. فقال تعالى: { وكان الله على كل شيء مقيتا -وكفى بالله حسيبا- لك أواب حفيظ } . وبالله التوفيق.
الباب العشرون والمائتان
في العفو (¬1)
الباب الحادي والعشرون والمائتان
في الغفور والعفار
يقال لله: غفور وغفار وغافر، ثلاث لغات وهو من المغفرة. والمغفرة: الستر. كأنه تعالى ستر ذنوب العباد.
وأما الغافر فإنه يقال بالإضافة: غافر الذنوب ولا يجوز أن يقال: لم يزل الله غفورا. ولكن يقال: لم يزل الله، وهو الغفور. ولم يزل الغفور؛ لأنها من صفات فعله، لا يجوز أن يقال فيها لم يزل. وإذا وصف فيها بلم يزل، فقد أوجب قدم الفعل والله تعالى، لم يزل واحدا، ثم أحدث الأشياء. وبالله التوفيق.
الباب الثاني والعشرون والمائتين
في المجيب
المجيب: الذي يجيب من دعاه. وقوله تعالى: { ادعوني أستجب لكم } يقول: ادعوني موحدين لأستجيب لكم، بما وعدتكم من الجنة. وبالله التوفيق.
الباب الثالث والعشرون والمائتان
في ذكر الشكور
الشكور: بمعنى الشاكر ومعنى المشكور.
والشكر لله: هو الثناء عليه بنعمته وشكرته إذا أثبت عليه بمعروف أولاكه. ومن شكر فقد حمد؛ لأن الشكر يجمع الحمد والشكر جميعا.
ومن كتاب الزينة:
قال: وكان الله سمى نفسه شكورا؛ لأنه يرضى من عباده بالقليل من العبادة.
مسألة:
والله تعالى وصف نفسه، بأنه الشكور، على جهة التوسع والمجاز، دون الحقيقة فنحن نصفه بذلك، كما وصف نفسه.
فإن قيل: لم زعمتم أن ذلك مجاز؟
¬__________
(¬1) بياض في الأصل.
Page 173