140

Nur

النور لعثمان الأصم

Genres

قيل له: إن الله تعالى أمر بكسب الرزق، والابتغاء من فضله، من الكسب الحلال. ونهى عن الحرام وكسبه.

فكل من كسب الحلال، فقد كسب رزق الله الذي أمره به، ورزقه إياه حلالا طيبا، كما قال.

ومن كسب الحرام، واتبع خطوات الشيطان، فقد أكل ما حرم الله عليه، وأكل الحرام الذي نهاه عنه، وأكل رزق الله تعالى حراما فالله تعالى خلق الأرزاق كلها. ثم نهى عن شيء منها. وأمر بشيء منها.

فمن أكل الحرام، فقد أكل ما غذي به جسده، من رزق الله حراما. وليس يحسن أن يقال: إن الله يرزق الحرام، وإن كان ذلك الرزق الحرام خالقه الله تعالى ولكن لا يوصف الله إلا بالصفة الحسنة، كما أنه لا يقال للمرأة: هذه امرأة الله. والفعل: هذا فعل الله، وشبه ذلك. والله هو الخالق لتلك المرأة، وتلك النعل والقميص والعذرة والكلب والقرد. ولكن لا يخص الله بشيء من ذلك، فيقال: هذا لله. فافهم ذلك. وبالله التوفيق.

الباب الحادي والستون والمائة

في الأسعار ممن هي الأسعار؟

غلاها ورخصها من الله

من قبل أن الله القابض الباسط

معنى القابض: أن يقتر على من يشاء. والباسط: أن يوسع الزرق على من يشاء، لا أنه تعالى قابض بأنامل أو باسطها، كما قالت المشبهة - تعالى الله عن ذلك.

فإن قيل: أليس لو حاصر السلطان بعض البلدان، غلت أسعارهم، وقل ما في أيديهم. وصلح أن يقال: إن السلطان غلى أسعارهم؟

قيل له: قد يقع ذلك من السلطان. ولكن يقال: إن السلطان غلى أسعارهم مجازا، واتساعا. كما يقال: قد أماتهم السلطان جوعا وضرا وهزلا. وهو في الحقيقة، لم يفعل بهم قتلا ولا موتا. وإنما فعل أفعالا، أحدث الله تعالى عند ذلك، موتهم وهلاكهم، وإن نسب الموت والهلاك إلى السلطان مجازا وتوسعا. وبالله التوفيق.

الباب الثاني والستون ومائة

كيف جعل الله أبدان المكلفين تغتذي بالحلال والحرام؟

Page 140