Nūr al-yaqīn fī sīrat sayyid al-mursalīn
نور اليقين في سيرة سيد المرسلين
Publisher
دار الفيحاء
Edition Number
الثانية
Publication Year
1425 AH
Publisher Location
دمشق
Genres
Prophetic Biography
من شرابه قام إلى ابن عمه فضرب ساقه بالسيف «١» . وإنما خصّ ﵊ نهيهم بما ذكر لكثرة الأشربة بينهم.
وفود بني حنيفة
ومن الوفود بنو حنيفة، وكان معهم مسيلمة الكذاب، وكان مسيلمة يقول: إن جعل لي الأمر من بعده اتّبعته، فأقبل ﵊ ومعه ثابت بن قيس بن شمّاس وفي يد رسول الله ﷺ قطعة من جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: إن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، وإني لأراك الذي منه رأيت. وكان ﵊ قد رأى في منامه أن في يده سوارين من ذهب، فأهمّه شأنهما، فأوحى الله إليه أن أنفخهما فنفخهما فطارا، فأوّلهما ﷺ كذابين يخرجان من بعده «٢»، فكان مسيلمة أحدهما، والثاني الأسود العنسي صاحب صنعاء. وقد أسلم بنو حنيفة.
وفود طيء
ومن الوفود وفد طيء وفيهم زيد الخيل «٣» رئيسهم، وقد قال ﷺ في حقه: ما ذكر لي رجل من العرب إلّا رأيته دون ما قيل فيه إلّا زيد الخيل، وسمّاه ﷺ زيد الخير.
وفود كندة
ومنهم وفد كندة وفيهم الأشعث بن قيس «٤» وكان وجيها مطاعا في قومه.
ولما دخلوا على رسول الله خبؤوا له شيئا، وقالوا: أخبرنا عما خبأناه لك؟ فقال:
سبحان الله إنما يفعل ذلك بالكاهن، وإنّ الكاهن والمتكهن في النار. ثم قال: إن
(١) رواه أحمد ومضى ثمل: سكر، وأحذقيه الشراب.
(٢) رواه البخاري.
(٣) هو زيد بن مهلهل كان شاعرا خطيبا شجاعا كريما يكنى أبا مكنف، وكان من أجمل الناس. قال أبو عمر مات زيد الخيل منصرفه من عند رسول الله ﷺ. فأقام بقرددة ثلاثة أيام ومات ويقول البكري: وإنما سمي زيد الخيل لكثرة خيله.
(٤) يكنى أبا محمد وكان الأشعث، قد ارتدّ فيمن ارتد من الكنديين وأسر، فأحضر إلى أبي بكر فأسلم فأطلقه، وزوجه أخته أم فروة، ثم شهد الأشعث اليرموك بالشام والقادسية وغيرهما، وسكن الكوفة، وشهد مع علي صفين، مات بعد علي بأربعين يوما وصلّى عليه الحسن بن علي.
1 / 233