224

Nūr al-yaqīn fī sīrat sayyid al-mursalīn

نور اليقين في سيرة سيد المرسلين

Publisher

دار الفيحاء

Edition Number

الثانية

Publication Year

1425 AH

Publisher Location

دمشق

السنة العاشرة
سرية «١»
في ربيع الاخر أرسل ﵊ خالد بن الوليد في جمع لبني عبد المدان بنجران من أرض اليمن، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام ثلاث مرّات فإن أبوا قاتلهم، فلمّا قدم إليهم بعث الركبان في كل وجه يدعون إلى الإسلام ويقولون: أسلموا تسلموا، فأسلموا ودخلوا في دين الله أفواجا، فأقام خالد بينهم يعلمهم الإسلام والقران، وكتب إلى رسول الله ﷺ بذلك، فأرسل إليه أن يقدم بوفدهم ففعل. وحين اجتمعوا به ﷺ قال لهم: بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية؟ قالوا: كنا نجتمع ولا نتفرق ولا نبدأ أحدا بظلم، قال: صدقتم، وأمّر عليهم زيد بن الحصين «٢» .
سرية «٣»
وفي رمضان أرسل ﵊ عليا في جمع إلى بني مذحج قبيلة يمانية وعمّمه بيده وقال: سر حتى تنزل بساحتهم، فادعهم إلى قول: لا إله إلّا الله، فإن قالوا: نعم فمرهم بالصلاة، ولا تبغ منهم غير ذلك، ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس «٤»، ولا تقاتلهم حتى يقاتلوك، فلمّا انتهى إليهم لقي جموعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا، ورموا المسلمين بالنبل فصفّ علي، أصحابه، وأمرهم بالقتال، فقاتلوا حتى هزموا عدوهم فكفّ عن طلبهم، ثم لحقهم ودعاهم إلى الإسلام فأجابوا، وبايعه رؤساؤهم وقالوا: نحن

(١) هي سرية خالد بن الوليد إلى نجران.
(٢) المازني وهو من بني مذحج.
(٣) هي سرية على بن أبي طالب إلى بني مذحج.
(٤) رواه الطبراني عن أبي رافع ورواه الشيخان وأبو داود خير لك من حمر النعم عوضا عن خير لك مما طلعت عليه الشمس.

1 / 226