76

Najʿat al-rāʾid wa-shirʿat al-wārid

نجعة الرائد وشرعة الوارد

Publisher

مطبعة المعارف

Publisher Location

مصر

وَهُوَ تَشَنُّجٌ يُصِيبُ الإِنْسَانَ مِنْ الْبَرْدِ الشَّدِيدِ وَرُبَّمَا قَتَلَ.
وَتَقُولُ فِيمَا بَيْنُ ذَلِكَ فَتَرَ الْحَرُّ، وَسَكَنَ، وَانْكَسَرَ، وَبَاخَ بُؤُوخًا، وَخَبَا، وَانْفَثَأ َ، وَقَدْ سَكَنَتْ فَوْرَتُهُ وَانْكَسَرَتْ حِدَّته، وَخَبَا سُعَاره، وَفَتَرَ أُوَاره.
وَالْفُتُورُ يَكُونُ مِنْ حَرٍّ وَيَكُونُ مِنْ بَرْد، تَقُولُ فَتَرَ الْحَمِيم إِذَا اِنْكَسَرَ حَرّه، وَفَتَرَ الْقَرُور إِذَا انْكَسَرَ بَرْده، وَكَذَلِكَ اِنْفَثَأَ، وَفَتَّرْتُه ُ أَنَا وَفَثَّأْتُه ُ، تَقُولُ فَثَأْت الْقِدْرَ إِذَا سَكَّنْتَ غَلَيَانهَا بِمَاءٍ بَارِدٍ، وَفَثَأْتُ الْمَاء الْبَارِد إِذَا سَكَّنْتُ بَرْدَهُ بِالتَّسْخِينِ، وَقَدْ فَثَأَتْ الشَّمْس مِنْ بَرْدِ الْمَاءِ إِذَا كَسَرَتْ مِنْهُ.
وَتَقُولُ: اِصْطَلَى الْمَقْرُور بِالنَّارِ وَتَصَلَّى بِهَا، إِذَا تَسَخَّنَ بِهَا، وَقَدْ صَلَّى يَده بِالنَّارِ، وَضَحِيَ لِلشَّمْسِ، وَاسْتَضْحَى لَهَا، إِذَا بَرَزَ لَهَا يَسْتَدْفِئُ بِحَرِّهَا.
وَقَدْ دَفِئَ مِنْ الْبَرْدِ دَفَأً، وَدَفَاء، وَهُوَ دَفْآن، وَهِيَ دَفْأَى، وَهُمْ دِفَاء، وَتَدَفَّأَ بِالثَّوْبِ وَغَيْره، وَادَّفَأَ عَلَى اِفْتَعَلَ، وَاسْتَدْفَأَ.
وَالدِّفْءُ مَا يُدْفِئك، يُقَالُ مَا عَلَى فُلان دِفْء أَي ثَوْب يُدْفِئُهُ، وَتَقُولُ: اُقْعُدْ فِي دِفْء هَذَا الْحَائِط أَيْ فِي كِنِّه.
وَيُقَالُ: كَهْكَهَ الْمَقْرُور إِذَا تَنَفَّسَ فِي يَدِهِ لِيُسَخِّنهَا، وَشَيْخ كَهْكَم وَهُوَ الَّذِي يُكَهْكِهُ فِي يَدِهِ.
وَتَقُولُ: شَيْءٌ رَطْب، وَرَطِيب، نَدٍ، خَضِل، وَبِهِ رُطُوبَة،

1 / 66