Najʿat al-rāʾid wa-shirʿat al-wārid
نجعة الرائد وشرعة الوارد
Publisher
مطبعة المعارف
Publisher Location
مصر
Genres
Literature
وَلَمْ يَرْوَ، وَقَدْ بَجِرَ الرَّجُلُ، وَمَجِرَ، وَنَجِرَ، إِذَا اِمْتَلأَ بَطْنُهُ مِنْ الْمَاءِ أَوْ اللَّبَنِ وَلِسَانه عَطْشَان.
وَإِنَّهُ لَرَجُل مَنْزُوف، وَنَزِيف، إِذَا عَطِشَ حَتَّى يَبِسَتْ عُرُوقُهُ وَجَفَّ لِسَانُهُ، وَهُوَ مَعْصُور اللِّسَان أَيْ يَابِسُهُ عَطَشًا، وَقَدْ ذَبَلَ فُوه، وَعَصَب فُوه، وَطَلِيَ فُوه، إِذَا يَبِسَ رِيقُهُ مِنْ الْعَطَشِ، وَعَصَب الرِّيقُ بِفِيهِ، وَخَدَعَ الرِّيق بِفِيهِ، إِذَا جَفَّ عَلَيْهِ، وَهُوَ عَاصِب الْفَم، وَعَاصب الرِّيق، وَيُقَالُ: عَصَبَ الرِّيق فَاه إِذَا لَصِقَ بِهِ وَأَيْبَسَهُ.
وَبِفِيهِ طَلَى بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ التَّسْمِيَةِ بِالْمَصْدَرِ، وَطَلَيَان أَيْضًَا بِالتَّحْرِيكِ، وَهُوَ الْبَيَاضُ يَعْلُو اللِّسَان لِعَطَشٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَيُقَالُ: جَاءَتْ الْخَيْل تَصِلُّ عَطَشًا إِذَا صَوَّتَتْ أَجْوَافهَا مِنْ الْعَطَشِ.
وَقَدْ لابَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، وَحَامَتْ حَوْلَ الْمَاءِ، إِذَا اِسْتَدَارَتْ حَوْلَهُ مِنْ الْعَطَشِ وَهِيَ لا تَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ زِحَامٍ أَوْ غَيْره، وَقَدْ حَلَّأْتُها عَنْ الْمَاءِ إِذَا حَبَسْتهَا عَنْ الْوُرُودِ، وَتَقُولُ مَا زِلْتُ أَتَظَمَّأُ الْيَوْمَ، وأَتَلوَّح، وَأَتَصَدَّى، أَيْ أَتَصَبَّر عَلَى الْعَطَشِ.
وَظَلَّ فُلان يَوْمَه عَاذِبًا، وَعَذُوبًا، إِذَا لَمْ يَأْكُل مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ، وَقَدْ عَذَبَ عَذْبًا وَعُذُوبًا، وَقَوْم عُذُوب وعُذُب بِضَمَّتَيْنِ.
وَتَقُولُ: رَوَيْت مِنْ الْمَاءِ رِيًّا بِالْكَسْرِ، وَارْتَوَيْت، وَتَرَوَّيْت، وَبَضَعْت، وَنَقَعْت.
وَقَدْ نَضَحْتُ عَطَشِي، وَفَثَأْتُ غُلَّتِي، وقَصَعْتُ
1 / 138