245

Al-nubdha al-mushīra ilā jumal min ʿuyūn al-sīra

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

[فتح بلاد عفار وكحلان]

[ق/163] وأما عفار وكحلان ومايوازهما من البلاد فذلك أنه تقدم الشيخ زاهر بن عرجاش في جماعة من القبائل والعسكر إلى جبل نيسا، وتقدم اليسد شمس الدين أحمد بن المهدى بن جحاف بجماعة معه من دهمة وغيرهم إلى بني جيش ثم طلعوا إلى موضع يسمى شعبان وهو حصن خراب بين صبرة وعفار، فثبتوا فيه وتقدم ابن عرجاش إلى بلاد قيدان، وكان في صبرة محطة للأتراك عسكر كثير من جملهتم أحمد ذماري الذي كان في الشرف لما وصل إلى حجة هاربا أمره الأمير عبد الرحيم إلى بلاد عفار رتبة في عسكر كثير، وكان فيها أمير من الأتراك، والهادي بن الحسن بن الإمام شرف الدين أيضا في عسكر من الأتراك وغيرها رتبة فقدم الأتراك جماعة منهم إلى المصنعة وهو حصن في بلاد قيدان فأحربهم الشيخ زاهر بن عرجاش وأصحابه، ولما وصل السيد أحمد بن الهادى وأصحابه إلى شعبان وقع الحرب بينه وبين من في صبرة من الأتراك، فمنح الله أصحاب الإمام النصر والصبر وهزموا الأعداء وقتلوا منهم، فلما كان كذلك واجه أهل صبرة إلى أصحاب الإمام عليه السلام ودخلوا في الطاعة وتحيز حرب الأتراك إلى جبل جرع وهو يومئذ خراب فحاصرهم أصحاب الإمام من كل جهة، ثم وقع صلح على أن يرفقوهم بسلاحهم وخرج بعضهم إلى حجة فبقوا في حورة وطلع بعضهم وهو الهادي بن الحسن ومن معه إلى حصن كحلان تاج الدين، ودخلت بلاد عفار وكحلان وبني عشب وما يوالي هذه الجهات في طاعة الإمام عليه السلام ونفذت فيها الأحكام الإمامية، وكانت ولايتها إلى السيد شرف الدين الحسن بن شرف الدين واحتاز الهادي بن الحسن وإخوته في حصن كحلان

تاج الدين أياما قليلة، ثم تسلم الإمام عليه السلام الحصن وواجه إلى الإمام بعض أولاد الحسن وبعضهم لحق بالأتراك إلى صنعاء ووقع الحصار على حصن عفار وكان فيه ولاة للأتراك من همدان وغيرهم حتى تسلم إلى الإمام بعد نحو سنة.

Page 491