206

Al-nubdha al-mushīra ilā jumal min ʿuyūn al-sīra

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

ومنها: أنه بلغ الإمام عليه السلام أن سنان لعنه الله قال: إن الإمام قد بدن في السودة [ق/136] واستراح فلا يقدر على الحركة، وكان عليه السلام معروفا بزيادة القوة والخفة، وقد رأى من الناس مللا من الجهاد فصلى الجمعة يوما في السودة وسار مسرعا حتى صعد مرتفعا ولم يلحقه أحد لعجزهم عن لحوقه، فلما حصلوا قال لهم: اسمعوا ما أقول لكم وليس ما أقول في أمر الجهاد الذي قد ثقلتم عنه، هذا شهر رجب من تعمده بالتعبد ونسك فيه فقد خالف دين الله، ودين رسوله إذذلك من أفعال الجاهلية أو كما قال، ثم مضى إلى غربان، ثم إلى خمر وبلاد الكلبيين ورأى في الناس تثاقلا ومللا عن الجهاد، وقد طلب الحاج شمس الدين أحمد بن عواض فوصل في نحو ستمائة رجل إلى بلاد الكلبيين، وعاد إلى جبل عيال يزيد، ثم إلى بني جيش وأمر بالحرب على مراتب الترك في بلاد قضوى من بلاد كحلان تاج الدين فأخذهم أسرى، فأما الذين في قضوى فوهبهم لخولان أصحاب الحاج أحمد لكونهم منهم، وأما الذين في مدع فأخذوا أسرى، واستشهد في ذلك اليوم الحاج الفاضل المجاهد علي بن عواض الأسدي كما سيأتي إن شاء الله تعالى، ثم عاد إلى السودة واستقر فيها، وكانت السرايا والمراكز شرقا وغربا منها، واجتمع لديه علماء كثيرون، ولهم معه مسائل وفوائد، وممن وصل إليه إلى حبور أوالسودة السيد العلامة محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين عليه السلام وأظهر توبة مما كان منه من معاونة سنان لعنه الله ومجالسته حتى كان منه أشعار يرد عليهم ويصوب فعلهم ، وللإمام عليه السلام الجواب المسمى( حتف أنف الإفك) وشرحه، وهو كتاب مشهور، ولا أدري هل استقام أم لا، وفي الكتاب المذكور ما يفهم أنه عاد إليهم ومات معهم على غير الصواب. والله أعلم.

Page 449