185

Al-nubdha al-mushīra ilā jumal min ʿuyūn al-sīra

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

قال السيد أحمد نفع الله به: وقد عرفوا يعني الترك تعطل الحصن من الشحنة من الطعام والباروت والرصاص وتقلل أصحاب الإمام عليه السلام في مدينة ثلاء حين استولوا عليه، فوقع مناوشة حرب خارج المدينة وانهزم أصحاب الإمام عليه السلام لقلتهم وتفرق أهل البلاد، ولما داخلهم من الريبة، واستشهد نحو من ثلاثين نفرا، من جملتهم الشريف الفاضل الهندي المسمى شاه عالم، وكان هذا الشريف من الفضلاء وصل من الهند، وشرع في قراءة العلم وتزوج في مدينة ثلاء وسكن حتى استشهد رحمه الله، ودخل الأتراك المدينة وانتهب ما فيها، وحمل القبائل الذين بالقرب منها من أبوابها وأخشابها كثيرا، وانحاز السيد شرف الملة وبدر الأهلة الحسن بن شرف الدين الحمزي رحمة الله عليه في جماعة قليلين من أصحاب أهل كحلان[ق/123] إلى الحصن، وسار السيد العلامة شمس الدين أحمد بن محمد المحرابي تلك الساعة إلى الأهنوم إلى عند الإمام عليه السلام، وكان لم يتفق بالإمام قبل ذلك الوقت بعد إطلاقه من كوكبان، ولما وقعت هذه الوقعة ألزم الإمام الناس من جميع جهاته بالغارة إلى ثلاء، وحضهم وحرضهم في ذلك وقام القبائل في ذلك مقاما محمودا، فسار السيد الفاضل العلامة الزاهد حسام الدين صالح بن عبد الله بن علي بن داود القاسمي الغرباني أيده الله بعسكر كثير من جنب وبني حشيش وبني قطيل وغيرهم إلى حضور، وسار أيضا الشيخ المجاهد عبد الرحيم بن القدمي وكثير من قبائل قدم إلى حضور أيضا، وأغار أيضا السيد شمس الدين أحمد بن محمد الأعضب الحوثي والمشائخ بنو عمران بقبائلهم ومن انضم إليهم إلى نواحي بني عقيف والمحالي ونحوها بالقرب من ثلاء، وأراد السيد أحمد وبنو عمران ومن معهم أن يقصدوا المدينة ولم يأخذوا بالحزم، فأحربهم عسكر الأتراك خارج المدينة من جهة القبلة، وكان مع الأتراك خيل كثيرة، ولم يكن مع أصحاب الإمام شيء من الخيل فانهزموا بعض هزيمة، وقتل منهم جماعة، وكان من جملة أصحاب الإمام المنهزمين بعض الأتراك الذين كانوا في شهارة، وكان الإمام عليه السلام قد قررهم في الخدمة وأمرهم يومئذ مع جعفر بن علي بن يحيى بن المطهر بن الإمام شرف الدين وجعله أميرا عليهم فلم يلبث جعفر المذكور أن انقلب على عقبه، وانحاز جماعة من أصحاب الإمام عليه السلام إلى أكمة هناك فقطعتهم الخيل، (واستشهد جماعة) من أصحاب السيد أحمد بن محمد الأعضب ووقعت في ذلك كرامة عظيمة للإمام عليه السلام وهي ما رواه القاضي الفاضل العالم علي بن الحسين بن محمد المسوري، قال: أخبرني السيد أحمد بن محمد الحوثي المذكور أنه لما توسطوا الحرب ولم يكن معهم من الباروت إلا اليسير فأنفقوه جميعا ولم يبق معهم منهم شيء، وطالبه أهل البنادق بالباروت فتحير ولم يدر ما يصنع إذ لا قوام لهم بغيره، فبينماهم كذلك إذ طلع أصحابه بين صخرتين هناك فإذا بطة كبيرة فحملها بعضهم فإذا هي مملوءة باروتا، فحمدوا الله على ذلك وأيقنوا بالنصر، ولما عاد بعض أصحاب الإمام عليه السلام بعد الحرب إلى نواحي الماخذ وحواز البون طمع الأتراك في العسكر الذين يحضرون من أصحاب الإمام عليه السلام فقصدوهم إليه في اليوم الثاني من الحرب الأول بجنود كثيرة، ورزق الله أصحاب الإمام عليه السلام الصبر فإنهم في تلك الأيام [ق/124]، وما كان أكثر طعامهم إلا الجراد، فوقع الحرب قريبا من قرية حضور وفتح الله على أصحاب الإمام عليه السلام بالنصر وانهزم الأتراك هزيمة كبيرة، وقتل منهم جماعة، ثم عاودوهم بالقتال يومين آخرين وأصحاب الإمام عليه السلام يهزموهم وينتصرون عليهم، وكان رئيس أصحاب الإمام عليه السلام في حضور السيد العلامة حسام الدين بن عبد الله الغرباني القاسمي وأراد ابن شمس الدين صاحب كوكبان أن يأتي من وراء أصحاب الإمام ويتركوهم حتى يشغلوا بحرب من يقصدهم من ناحية ثلاء، ثم تأتيهم من قبلي حضور فخرج من كوكبان، وكانت طريقه مغربة الحمام مريدا أن يأتي من وراء أصحاب الإمام عليه السلام فوافق لما وصل إلى المغرب المذكورة، وصول غارة قد أرسلها الحاج الفاضل أحمد بن علي بن دغيش من مسور بعد استقامة الحرب، ورئيسهم السيد الكامل المجاهد علي بن محمد بن علي المعروف بسحلة يريدون تقوية أصحاب الإمام عليه السلام فوقع بينهم وبين ابن شمس الدين حرب نصر الله فيها أصحاب الإمام عليه السلام، وردوه خاسئا ذليلا، وخيب الله سعيه، وجرح السيد المذكور في رجله برصاصة، وكانت سبب موته رحمه الله.

Page 428