Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
قال مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله سلام الله عليهما حاكيا في مذاكرة القراءة ، وما يجوز فعله وما تقدم من مصلحة العامة على الخاصة، فقال: كما اتفق لحي الفقيه علي بن يحى المحيرسي رحمه الله وصنوه عبد الواحد وأن الظلمة كانوا يخرجونه في أيديهم حتى يقابلوا به صنوه وهو في تلك المرتبة، ويقولون: لئن لم تترك هذا الموضع وتنهزم لنسلخن جلد أخيك ونفعل ونفعل، وهو يصيح في أيديهم مما يعذبونه، قال: فعظم عليه الأمر إن ترك المرتبة وهلك أخيه، وكانا من أهل العلم، فطلب منهم مهلة حتى يراجع الإمام عليه السلام فشرح عليه السلام الصورة، وما الأوسع له في الشرع وأقرب إلى مراد الله سبحانه وتعالى، فكان الجواب عليهم ما معناه: أن ما تقدره يكون بأخيك مظنونا وما يحدث على المسلمين من الهزيمة والهضم، وما يتعقب من القتل معلوم، وتنزل الأول منزلة الترس أو كما قال، قال: فصبر ودافع الله عن أخيه رحمة الله عليهما فنسوه في الحبس حتى استشهد أخوه، وبقي في الحبس مدة طويلة، وأخرج في جملة أسرى، وكان هذا الفقيه علي بن يحيى من أهل العلم والعمل والعبادة بمحل، وكان من الواعظين، يحكى أنه باع جميع ما يملكه وصرفه في الجهاد، واستشهد وولده سيدنا العلامة الغرة في العلماء العاملين، والعلامة عبد القادر بن علي حفظه الله وأطال بقاه حمل في بطن أمه، وقال عليه السلام مع ذكر قضية المحيرسي: إنه اتفق فتوى من الإمام عليه السلام في مثل هذه مما يجب معه تقديم المصلحة العامة على الخاصة أن السيد علي أبا حضارة الغرباني استحق عليه القصاص وانتظر شروطه، فقام الإمام عليه السلام وهو في ذلك فطلبه فقال للإمام عليه السلام: ما الأوسع لي عند الله أحفظ نفسي لأهل الدم أو أخرج للجهاد؟ -وكان من أهل النفع والتأثير في الجهاد بالبندق-؟ فقال عليه السلام: لا بل الجهاد، وذكر أدلة على وجوب تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
وأما بلاد حراز فهم زيدية كبلاد الثلث وحصبان، وإليهم شافعية حلفاء لهم وباطنية، ولهم حلفاء من الشافعية أيضا، فالزيدية وحلفاؤهم مالوا إلى جانب الحق وحاربوا الباطنية ، والباطنية حينئذ يد، ورجل للعجم كما هي عادتهم دعوى التشيع الكوفي والنصب الأصبهاني، فوجه إليهم السيد الشهيد عم الإمام عليه السلام السيد محمد بن علي المعروف بالقراع، فحاصروا حصن مسار وفيهم رتبة من العجم مع آغا من أغواتهم وشيخ من الرحبة من بلاد صنعاء يسمى الشيخ سعيد القشم وقتله سنان لا رحمه الله لأجل ذلك، وغالب أهل مسار الميل إلى الزيدية لأنهم حلفاؤهم، فاستولوا عليه وأخرجوا من فيه من العجم، وبقي الحصن في يد أهله كما سيأتي من أخبارهم إن شاء الله تعالى.
Page 422