Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
قال الفقيه شمس الدين: ولما خرج أمر لآلة الريح من طبل وطاسة من قبيلة يسمون بني الركود فحضروا بالطبول وأمر بالدواعي وقد أمر أن المساء في حج حج من أسفال الحيمة فاجتمعت إليه في أقل من ساعة نحو ستمائة نفر، وأخذ شاشا من أضعف جنس لحي الفقيه العالم العابد الشهيد علي بن يحيى المحيرسي رحمه الله بطيبة منه وفضلة راية وهو يذكر الله سبحانه ويسميه ويقول: لا تحقروا هذا العمل فأول الحمير ماء إن شاء الله تعالى، قال: ثم سار ما أمكن وحملوه فما عسر فما كان صلاة العشاء الآخرة إلا هو في حج حج، ثم أرسل في الليل حي سيدنا العابد المتبتل محمد بن علي العياني رحمة الله عليه في أكثر الناس، وأصبح في شط بني يوسف مكان المشائخ بني الورد وهم ممن يخالطه صلحاؤهم ويسمعون مواعظه، ولهم بعض قراءة وتمييز حسن ولما طلع الصبح أو قرب منه تقدم إلى موضع يسمى حذاف من أطراف حج حج جهة وقد أرسل للشيخ صلاح بن معوضة الجحاحي، وكان من مشائخ البلاد وعنده جوالة من جند العجم نحو أربعين نفرا فأخبرني الشيخ المذكور من فيه قال: لما وصلني رسوله في الليل بحفظ العسكر وسلاحهم قال حصل معي ومعهم من الخوف العظيم ما لم يكن ولم نقدر أن نخرجهم، وكان لهم طريق تتصل بمحطة العجم فخفت إن هلكوا ولي رهينة في صنعاء هلك أولادي وأهلي، قال: فتجاسرت وعزمت إليه وأقسم أنه قد خالط كذا كذا من طغاة العجم ممن يقتل ويطلب لا كان يدخل بعض ما ذكره من الهيبة لهذا العالم رحمه الله فلا زلت به حتى سمح بالأمان لهم ليذهبون عند أصحابهم.
Page 413