165

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Genres

[كرامات الإمام]

نعم واتفق معنا في حال المساء في ناعط قضية أنا لما أخذنا مضاجعنا للنوم احتجنا إلى شربة ماء، قال: فقلت: من يسقينا من البركة فأجره على الله، قال:فقام الفقيه فلان خفي علي اسمه وقد سماه، وقال: أنا، فأخذ إناء وذهب ولم نره ونمنا وأصبحناولم نجده في القوم فظننا أنه جبن وبدا له الرجوع إلى المشهد المقدس بذي بين وترددنا ننتظر التئام القبائل، وأمر مولانا الإمام عليه السلام نحو ثمانية أيام، ودخلنا أعناب سلب من بلاد حشب الزيادي وقد أصفقت حاشد وبكيل على الإجابة وغالبهم بغير سلاح، وأما البنادق قليلة جدا ماتجاوز العشرين القصبة.

قال: فلم نشعر إلا بالفقيه المذكور وقد صار في حالة ضعيفة مصفر اللون وعينه مجرحة حمراء يقطر منها الدم فلم نكد نعرفه حتى تحققناه فسألناه عن خبره وأين كان هذه الأيام وهو فارقنا على أنه يسقينا الماء، فقال: اتفق لي قضية وهي أني لما خرجت من عندكم، فلما هبطت إلى أسفل منكم إلا وقد حملت فيما بين السماء والأرض حتى أوصلوني محل فلان من جبل الفليقة من بلاد الكلبيين فأحضروني عند أمير الجان، وشكاني قوم أني قتلت منهم بأن وقعت عليهم مع النزول وكحلوني بكحال فرأيتهم ووصف من أمورهم وألوانهم أمورا هائلة، فقلت: وكيف ذاك؟ فقالوا: كنا محاطين تحتكم وكنا في محطة من الجن خرجنا للجهاد في سبيل الله، قال: فحبسوه حتى سكنت فورتهم وطلبوه وأبروه وسمحوا له لأجل الجهاد مع الإمام عليه السلام، وهذه من كرامات الإمام عليه السلام وما اتفق من اجتماع الجن مع الإنس على وجوب نصرته سلام الله عليه ورحمته.

Page 404