Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
وأما الحاج عواض الأقهومي رحمه الله، فقال: خرج جماعة يتخفون ويطلبون خبر الإمام عليه السلام للحوق به على خوف شديد حتى اتصل بمذاعير وادعة، فبلغهم المحاط والأموال [ق/104] المطرحة، وجاء الخبر أن ثم قوما واصلين لها لا يعرفون قائله، فاجتمعوا هم وجماعة من أهل بلد الحزيز وأسفال وادعة حتى كانوا فوق مائتي رجل معهم من السلاح اليسير، وانضم إليهم بدوان ومن غربان جماعة، وهجموا على آخر المحطة فانتهبوا كثيرا منها، وقتلوا جماعة معها، ودافع عنهم الأمير عبد الله ومن معه، وأمسوا عليهم إلى قريب الصبح ثم تفرقوا، وطلعت المحطة من أخرف، وقتل منهم قريب المائتين النفر، وانتهب من أثقالهم كثير، قال الحاج عواض: فاتفقنا على التفرق فتفرقنا وطلبنا رسولا إلى الإمام عليه السلام لا علم لنا به فانتدب السيد محمد بن شمس الدين، فعزم وكان فيه خفة وقوة، وعمر رحمه الله مدة، واستمر في الجهاد حتى مات رحمه الله تعالى، فأخبرني ولده عن خبره أنه لا يعرف البلاد، وكان معه من الغنائم فرجية كبيرة حمراء، وسيف مسقط في حلية عظيمة من السيوف الكبار ذوات القيم البالغة، قال: فحملت السيف ليقف الإمام عليه والقبائل ليعرفوا صحة البشارة حتى وصلت مرهبة وهو في غاية من الخوف فاتفقت بسيدنا الفقيه الفاضل جمال الدين علي بن الصالح الأكوع رحمه الله تعالى، وهو أيضا خائف ولا أعرفه فكتمت نفسي منه وكتم مني كذلك حتى طال الكلام، وأخبر كل واحد منا صاحبه بالصدق فبشرته فحمد الله واستبشر وعرفني باسمه، وسألته عن الإمام، فقال: تجد خبره في موضع يسمى حرف الصللة من أعمال الرونة من بلاد عيال أسد، فطلب لي الدليل فعزمت معه، قال: فوافقت الإمام عليه السلام وبشرته وأخبرته فحمد الله سبحانه، ثم تقدم إلى موضع من أسفال عيال أسد أظنه يسمى حرف عريج واشتد عزمه عليه السلام، وظهر في ذلك الموضع.
قال السيد العلامة أحمد بن محمد الشرفي رحمه الله تعالى: إن سبب وقعة أخرف أن الإمام عليه السلام أرسل أول الدعوة وقبل ظهورها جماعة من أصحابه كالحاج المجاهد سيف الإسلام أحمد بن عواض الأسدي، والحاج الفاضل المجاهد أحمد بن علي بن دغيش وغيرهم لمعاقدة قبائل الظاهر وغيرهم، وأنهم متى ظهر أمرهم عليهم وصلوا إليه بسلاحهم، فلما ظهر أمره في قارة وصله الأمير الحسن بن ناصر الغرباني وذكر حديثا في طريقهم، ثم إن الأمير الحسن بن ناصر، والحاج أحمد بن علي بن دغيش وغيرهما أعقدوا من حاشد وبكيل وأهل غربان، فكانوا نحو ألف نفر فتركوا المحطة المذكورة حتى خرج أولها إلى الصافية وأوقعوا [ق/105] بهم فأول من رماهم الأمير الحسن بن ناصر، وذكر أنهم حاصروهم يومين بلياليهما، ولم يذكر القتل أنه كان كثيرا كالرواية المتقدمة بل أقل، وأن الأمير علي بن المطهر بن الشويع احتال في خروجهم، والإفراج عنهم، وكان الأمير علي قد حلف لأصحاب الإمام عليه السلام أنه لا يضر أصحاب الإمام بسوء وأنه صائر إليه بعد حين، نقل ما ذكره بالمعنى.
Page 395