Not provided
أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
Publisher
دار ماجد عسيري للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
Publisher Location
جدة - السعودية
Genres
إن المؤمن لا يخالجه شك في أن وعد الله هو الحقيقة الكائنة التي لا بد أن تظهر في الوجود، وأن الذين يحادون الله ورسوله هم الأذلون وأن الله ورسوله هم الغالبون. وأن هذا هو الكائن ولا بد أن يكون، ولتكن الظواهر غير هذا ما تكون! .. هذا في الدنيا أما في الآخرة فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين ثم يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة" (١) اقرءوا إن شئتم: ﴿فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا﴾.
هؤلاء الذين تكبروا على الله ورسوله وشرعه مآلهم كما ورد عن عبد الله بن عمرو ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرِّ في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، يُساقون إلى سجن في جهنم يُسمّى بولس، تعلوهم نار الأنيار، يُسْقَوْن من عصارة أهل النار، طينة الخبال" (٢).
فيا أمثال الذر اخسئوا فلن تعدوا قدركم. يا من تزدحم أنفسكم باللدد والخصومة لله ورسوله وشرعه مهما أتقنتم الدجل والكذب والتمويه والدهان فإن الله سيفضح نياتكم وسيراها الناس في محيا وجوهكم .. إن الناس فترة من الزمان خدعها منكم زلاقة اللسان، ونعومة الدهان ثم كشف الله ما تخفي سرائركم، وما عاد الناس ينخدعون بظواهركم بعد أن ثاب الناس إلى ربهم وعادوا وتمسكوا بهدي نبيهم.
* قال تعالى: ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ
_________
(١) رواه الشيخان.
(٢) حسن: رواه أحمد في " مسنده "، والترمذي، وحسنه ابن حجر في "المطالب العالية"، والألباني في " صحيح الجامع " (٧٨٩٦)، و"تخريج المشكاة" (٢/ ٥١).
المقدمة / 8