Not provided
أعلام وأقزام في ميزان الإسلام
Publisher
دار ماجد عسيري للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م
Publisher Location
جدة - السعودية
Genres
سويسرا ورأى السيد عبد الفتاح حسن السفير المصري دعوته إلى طعام للغداء فلما قدم مع الدكتور الوكيل حياه السفير المصري فقال:
مرحبًا بالمناضل الكبير في خدمة العروبة والإسلام، وقد عجب الرجلان من ساطع الحصري الذي رد في عنف وحدة:
"عرب نعم .. إسلام لا .. أنا لا ييك".
وكلمة"لا ييك" تعني أن صاحبها علماني أو لا ديني.
وقد أحرز ساطع الحصري شهرة وافرة في سنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية باعتباره فيلسوف القومية العربية، حيث روج لنظرية خطيرة كانت بعيدة الأثر في حجب العروبة الأصيلة المرتبطة بالأسلام فكرًا وعقيدة، وبالعالم الإسلامي تكاملًا وإخاء .. لقد كان دعاة حركة اليقظة في البلاد العربية يرون أن الجامعة الإسلامية قائمة بين العرب والمسلمين (فرسًا وتركًا) بعد زوال الدولة العثمانية. ولكن ساطع الحصري كان من أوائل الدعاة إلى فصل العرب عن المسلمين بمفهوم القومية الغربي الوافد الذي طرحه في أفق الفكر السياسي العربي. وهذا يرجع إلى أن ساطع الحصري كان ثمرة من أنضج ثمار المدرسة الاتحادية التركية، وأكبر الدعاة الذين نقلوا مفهوم القومية الطورانية التركية إلى أفق العروبة التي كانت ترتبط بمفهوم الإسلام في العلاقة بين الشعوب التي جمعها التوحيد والقرآن ونبوة محمد ﷺ والفكر الإسلامي الأصيل.
لقد كان ساطع الحصري مديرًا للتعليم في الدولة الاتحادية التي حكمت تركيا بعد إسقاط السلطان عبد الحميد بمفهوم العلمانية والطورانية.
وقد تعلم في مدرسة الاتحاديين، وآمن بفلسفتهم، ونقل فكرهم ومضامينهم إلى العرب، وذلك في سبيل تمزيق الوحدة الإسلامية الجامعة عربًا وتركًا وفرسًا، وخلق أسلوب القوميات والإقليميات التي تقوم على
1 / 174