167

Al-Intiṣār liʾl-ṣaḥb waʾl-āl min iftirāʾāt al-Samāwī al-ḍāll

الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال

Publisher

مكتبة العلوم والحكم

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

المدينة المنورة

Genres

وهذه مسألة مقررة عند أهل العلم أيضًا بما ثبت من ثناء الصحابة بعضهم على بعض ﵃ أجمعين، فمن ذلك ما جاء عن علي ﵁ بعد معركة الجمل أنه كان يتفقد القتلى فرأى طلحة بن عبيد الله مقتولًا فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول: (رحمة الله
عليك أبا محمد يعزّ عليّ أن أراك مجدولًا (١) تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى الله أشكو عُجَري وبُجَري (٢» . (٣)
ولما جاءه (ابن جرموز) قاتل الزبير ومعه سيفه لعله يجد عنده حظوة فاستأذن عليه فقال علي ﵁: (لا تأذنوا له وبشروه بالنار)، وفي رواية أن عليًا قال: (سمعت رسول الله ﷺ يقول: بشر قاتل ابن صفية بالنار) .
وقال لما رأى سيف الزبير: (طال ما فرج الكرب عن وجه رسول الله ﷺ) . (٤)
وبعد انتهاء معركة الجمل ذهب علي إلى عائشة ﵄ فقال: (كيف أنت يا أُمّه؟ قالت: بخير، قال: يغفر الله لكِ، قالت: ولك) . (٥)
وذكر الطبري أن عليًا ﵁ بلغه أن رجلين شتما عائشة ﵂ فبعث القعقاع بن عمرو فأتى بهما، فقال: اضرب أعناقهما، ثم قال: لأنهكنهما عقوبة، فضربهما مائة مائة
وأخرجهما من ثيابهما. (٦)
وروى الطبري من طريق محمد بن عبد الله بن سواد وطلحة بن الأعلم في تجهيز علي لعائشة ﵄ لما أرادت أن ترتحل من البصرة قالا: «جهز على عائشة بكل شيء ينبغي لها من مركب، أوزاد أو متاع، وأخرج معها

(١) أي: مرميًا ملقيً على الأرض قتيلًا: النهاية لابن الاثير ١/٢٤٨.
(٢) أي: همومي وأحزاني، النهاية لابن الأثير ٣/١٨٥.
(٣) البداية والنهاية لابن كثير ٧/٢٥٨.
(٤) ذكر هذه الروايات ابن كثير في البداية والنهاية ٧/٢٦٠.
(٥) أورده الطبري في تأريخه ٤/٥٣٤.
(٦) انظر: تاريخ الطبري ٤/٥٤٠.

1 / 175