219

Nashwār al-muḥāḍara wa-akhbār al-mudhākara

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكر

لي عدوى (1) إلى صاحب المعونة.

فهرب من داره، فنادى القاضي على بابه بالحضور، فلم ينجع ذلك.

فسألت البريدي إخراجه، فكبس عليه وأخرجه، وأحضره معي إلى القاضي، فقامت البينة عليه بالمال. فسألت القاضي حبسه.

فقال لي القاضي علي بن محمد: الحبس في الأصل غير واجب، وذوو المروءات لا يحبسون مع أصاغر الناس في حبس واحد، ولكن أمكنك من أن تلازمه بنفسك أو أصحابك، كيف شئت.

فلازمته في مسجد على باب القاضي[بأصحابي] (2) ومضيت إلى البريدي، فقلت: قد لحقت خصمي عناية القاضي، فالله الله في، فإني لا آمن أن يدس ابن قديدة إلى أكرته، أو إلى قوم من الجيش، فيؤخذ من يدي، ويخرج إلى بغداد، فيبطل المال علي، ويحصل هناك يسعى بي، ويعرض نعمتي للزوال.

قال: فخاطب البريدي القاضي في ذلك، فتقرر الأمر بينهما على أني اكتريت دارا قريبة من حبس القاضي، أؤدي أنا أجرتها، وأجلس ابن قديدة فيها، وألازمه بأصحابي، وأوكل بها رجالة أعطيهم من مالي أجرتهم يحفظونه.

فنقلته إليها، فأقام فيها سنة وكسرا، وهو لا يؤدي المال، ويكايدني عند نفسه (3) ، وأنا قد رضيت أن يتأخر المال، ويبقى هو محبوسا.

Page 219