246

الخبوشاني: نسبة إلى خبوشان، بضم أوله ثم موحدة مضمومة أيضا ثم واو ساكنة ثم شين معجمة ثم ألف ونون، بليدة بناحية نيسابور، ولد بها الإمام محمد بن الموفق سعيد بن علي بن حسن بن عبد الله الخبوشاني العالم الصوفي توفي في رجب سنة عشر وخمسمائة وتفقه بنيسابور على الإمام محمد بن يحيى، وكان يستحضر كتاب شيخه "المحيط في شرح الوسيط" حتى قيل أن الكتاب عدم فأملاه من خاطره، وله حال غريبة ومحل مكين ومقام في الدين، وكان على بركته خراب بيت العبيديين الرافضة بمصر، وكان يقول بملء فيه: أصعد إلى مصر وأزيل ملك بني عبيد اليهودي فصعد إلى مصر وأقام بمسجده المعروف بالقاهرة وصرح بسبهم وجاروا في أمره وأرسلوا إليه بمال عظيم فرده عليهم أقبح رد وعبث بالرسول، يحكى أن العاضد آخر ملوكهم رأى في منامه أن حية خرجت من مسجد معروف بمصر ولسعته، فأرسل في صبيحة ليلته إلى ذلك المسجد، فما رأوا فيه إلا شيخا أعجميا فقيرا، فأخبروه وتكررت الرؤيا، وهو يرسل فلا يرى إلا ذلك العجمي وهو الخبوشاني المذكور، فقيل له هذه أضغاث أحلام، ثم انقرضت دولة بني عبيد على يد السلطان صلاح الدين بن أيوب، وأحجم السلطان صلاح الدين من الخطبة لبني العباس خوفا من الشيعة فوقف الخبوشاني أمام المنبر بعصاه، وأمر الخطيب أن يذكر بني العباس، فخطب لأمير المؤمنين المستضيء بالله، ولم يكن إلا الخير، وأخذ الخبوشاني في بناء الضريح الشريف ضريح الإمام الشافعي، وكان ابن الكيزاني رجل من المشبهة مدفونا عند الشافعي رضي الله عنه، فقال الخبوشاني: لا يكون صديق وزنديق في موضع واحد، وجوز ينبش ويرمي عظام ابن الكيزاني وعظام الموتى الذين حوله من أتباعه، وتعصب المشبهة عليه، فلم يبال بهم وما زال حتى بنى القبر والمدرسة في سنة اثنتين وستين وخمسائة، ودرس بها إلى أن توفي في شهر رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة ودفن تحت رجلي الشافعي، وكان مكرما مقربا عند السلطان صلاح الدين المذكور.

والعبيديون المذكوريون ينتسبون إلى شخصص اسمه عبيد قيل أنه يهودي، وقيل مجوسي من أهل سلمية أظهر لإسلام ودخل المغرب وملكها وبني المهدية وتلقب بالمدي وكان زنديقا خبيثا غير الإسلام وقتل من الفقهاء والمحدثين أهل السنة أمما، ونفى منهم البعض واستبدل بهم أهل الاعتزال والرفض، وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وماءتين إلى آخر سنة سبع وستين وخمسمائة وملك منهم في هذه المدة أربعة عشر رجلا ثلاثة منهم بإفريقية وهم الملقبون بالمهدي، ثم القائم، ثم المنصور وأحد عشر بمصر، وهم المعز والعزيز، ثم الحاكم ثم الطاهر ثم المستنصر ثم المستعلي ثم الآمر ثم الحافظ ثم الظافر ثم القائم ثم العاضد، فاطميون، وقد بين نسبهم جماعة من العلماء منهم القاض أبو بكر الباقلاني وأبو إسحاق الاسفرايني وغيرهما بينوا بطلان نسبهم إلى علي عليه السلام، وقد أطلنا الكلام في ذلك وخرجنا عما نحن بصدده.

الخبيصي: نسبة إلى خبيص بالفتح وكسر الموحدة ثم تحتانية ساكنة ثم صاد مهملة، مدينة بكرمان ذات نخيل وخيرات كثيرة، يحكى أنه لم يمطر قط داخل المدينة وإنما تكون الأمطار حواليها كذا ذكره "القاضي مسعود".

Page 264