191

أنا بالله وبالله أنا

يخلق الخلق وأفنيهم أنا

وقلع الحجر الأسود وأنفذه إلى هجر، يقال أنه عندما أرسله إلى هجر تفسخ تحته ثلاثة جمال قوية من ثقله، وبذل له أمير بغداد والعراق على رد الحجر الأسود خمسين ألف دينار فلم يرده، وتعلق بأستار الكعبة وأصعد رجلا منهم ليقلع الميزاب فسقط ومات، وقسم كسوة الكعبة بين أصحابه ونهب دور مكة، وخرج إليه أمير مكة في جماعة من الأشراف فقتلهم جميعا، ومكث الحجر الأسود عندهم إحدى وعشرين سنة وردوه في خلافة المطيع لله بلا عوض، وحمله من هجر إلى مكة جمل ضعيف، فوصل به سالما، يحكى أن المطيع إرتاب أن يردوا غيره، فقال له بعض الفقراء: أن الحجر الأسود من الجنة، وما كان من الجنة لا تؤثر فيه النار فليمتحن بالنار، فأوقودا عليه وقيدا هائلا فلم يؤثر فعرفوا أنهم ردوه بعينه، وممن ينسب إلى البلد المذكور من المحدثين أبو الحسين علي عبد الواحد الجنابي، روى عن أبي عمران الهاشمي، وروى عنه أبو العلا القلانسي، وسليمان بن محمد، وسليمان بن محمد الجنابي روى عن أحمد بن عمر بن مردويه المجاشعي، وروى عنه محمد بن الحسين المعروف بقطيط الشيباني، وجعفر بن حداد الجنابي المقري روى عن أبي إسحاق بن عطية إمام جامع البصرة ومات سنة ثلاث وستمائة وابنه عبد الرحمن بن جعفر حدث بالبصرة بعد الستمائة، وأما محمد بن علي بن عمران الجنابي: الراوي عن يحيى بن يونس وعنه أبو سعيد بن عبدويه شيخ الحافظ عبد الغني الأزدي، فضبطه الذهبي والمحدث الشيرازي بالتخفيف، قال الحافظ ابن حجر: وضبطه الأمير ابن ماكولا بالتثقيل والله سبحانه أعلم.

Page 205