28
نخلة مدمج تدميجا أفقيا في مركزه، وفي الأسفل تغطس كل جرة في الماء وتمتلئ، فإذا ما صعدت ثانية انحرفت من عموديتها وصبت الماء في ساق شجرة مجوفة تجلبه إلى خندق صغير، ويندمج جذع النخل الأفقي - على ارتفاع بضعة أمتار - في دولاب كثيف ثان يديره الثوران حول محور عمودي، ويجلس الصبي السائق لهما على لوح صغير خلفهما، وهو في كل دورة يحني رأسه مرتين تحت نخلة ثالثة اتخذت زافرة،
29
وهو في مرات أخر يسير وراء الثيران ممسكا الرسن غير مضطر إلى الانحناء كثيرا كما في تلك الحال.
وعندما يتحرك الدولاب المحرك يدور جذع النخلة العمودي في مركز خشبي موضوع في الأسفل فيؤدي ذلك إلى الصريف الذي يسمع على طول النيل في بلاد النوبة ومصر، ولا يقدر الفقير على ركز مدار في الأرض لما ليس لديه من جير
30
ومسامير، فترى كل شيء مشذبا في الخشب، والنخل تعطي كل شيء، تعطي جذوعها وشرطها
31
وأوراقها الجافة التي تقي الفلاح حر الشمس، والدولاب وحده هو الذي يصنع من خشب السنط في الغالب. ويسير الفلاح على سنة أجداده فلا يبتاع غير الجرار، وإذا ما كسرت جرة استبدل الفلاح بها - في الوقت الحاضر - إناء من صفيح الزيت أو علبة كبيرة من علب المحفوظات
32
Unknown page