كما يود، ولكنه اخترع نظاما خاصا لأنثاه ولصغاره، فهو يسور وكره بطين مبلل، ولا يدع منه غير ثغرة صغيرة يأتي إلى الأفراخ بالطعام منها حتى تقدر على الطيران، وإذا حضره الموت قبل سواه وجد العزاء في موت أنثاه معه كأمير هندي، وبين الطيور الكبيرة نذكر الباز ذا العنق الأحمر المحب للنخيل، والذي يبلغ من شدة الجرأة وسرعة الطيران ما يبلغه إخوانه من بيزان الشمال. ويقع النسر القنبراني على غصن السنط المجرد فينشر قنبرته ويجمعها غير مرة في عدة ساعات.
ولكن شرطي الهواء الأعظم، ولكن المسيطر الأكبر، هو الأنوق الذي هو نوع من العقبان، هو النسر ذو الأجنحة الواسعة الثقيلة الذي يحمل رقص الموت في الصحراء والسهب، هو الرخم
23
الذي يقبل مباعدا بين ساقيه مائل الرأس إلى الأمام حاد البصر مع خبث، وما كان علماء الصحة ليخترعوا وسائل أحسن مما عنده لمنع العفن وما يؤدي إليه من الغاز القاتل في ذلك الإقليم. ودليل العقاب باصرته، لا شامته، والعقاب - لما له من أجنحة قوية يستطيع أن يجوب بها مسافات كبيرة - لا يفوته جمل مطروح أو غزال هالك، وهنا لا تشم رائحة جيفة أبدا، فالعقبان تصل في الحال، والعقبان ترد بسرعة كالورثة، والعقبان تبحث بمناقيرها العقف
24
في الجيف وتقتتل وتتنازع القطع، ولا تكاد تمضي خمس دقائق حتى لا يبقى من الكلب المفزور
25
أثر، وعكس ذلك ما يقع في المتاحف حيث تنبعث من النسر رائحة كريهة عدة سنوات مع حشوه بالتبن وتطهيره، ومما يحدث - على الرغم من هذا - أن يأكل أرقاء أباق
26
من لحم العقاب عن سغب.
Unknown page