Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Genres
هذا ولا ننكر أن عائشة مختصة بأشياء روتها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمكان الزوجية، كقولها: قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعض نسائه وهو صائم، فقيل لها: وهل هي إلا أنت؟ فضحكت، ونحو: ((تحيضي في علم الله ستا أو سبعا كما تحيض النساء))، ونحو: ((حتيه، ثم اقرصيه، ثم لا يضرك أثره))، وأمثال هذه الأشياء من أحكام الجماع والحيض والنفاس والتقبيل لشهوة، ولا شك أن للزوجات من الإختصاص بهذه الأشياء ما ليس للبنات، ثم إن فاطمة عليها السلام كانت ترجع في مثل هذه الأحكام إلى بحر العلم الزخار الذي قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم: ((أنا مدينة العلم، وعلي بابها، فمن أراد المدينة، فليأت الباب))(42)، وقد كانت صلوات الله عليها محافظة على أنواع الطاعة، سابقة إلى محاسن الخيرات ومجالسة سيد السادات.
وكنت جليس قعقاع ابن سور .... ولن يشقى لقعقاع جليس
وهذه المسألة مما لا تكليف علينا فيها؛ لكنها هاجت بالنواصب لوعة العدوان، وغلت في صدورهم مراجل الشنآن، فأرادوا نقص البتول الأمينة، ووصم الجوهرة الفائقة الثمينة.
لا أبالي أنب بالحزن تيس .... أم جفاني بظهر غيب لئيم
وإذ قد نجز الغرض من الجواب على النواصب، فنحن نتكلم في أربعة وجوه:
* الأول: في طرف من الإشارة إلى فضل البتول.....
* الثاني: في الدليل على عصمتها.
* والثالث: في طرف من أخبارها.
* والرابع: في حكم من نسب إليها ما يصمها، وفرط منه ما يؤذن بتجهيلها.
Page 125