Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Genres
ودخل جعفر بن حرب على القاسم عليه السلام، وكان من شيوخ المعتزلة، فجاراه في دقائق علم الكلام، فلما خرج من عنده، قال: أين كنا من هذا الرجل، فوالله ما رأيت مثله.
ومن تصانيفه عليه السلام، كتاب تثبيت الإمامة؛ في نصرة مذهب الزيدية في تقديم أمير المؤمنين عليه السلام على المشائخ، وأورد من الأسئلة العجيبة في هذا المعنى على المتقدمين عليه ما يشهد على أنه البحر الزخار، والقمر النوار، والغمام المدرار، وتصانيفه عليه السلام في الفقه أكثر من أن تذكر، منها كتاب الفرائض والسنن، وكتاب الطهارة، وكتاب صلاة اليوم والليلة، ومسائل ابن جهشيار، وكتاب النيروسي، وله عليه السلام في علوم القرآن ماليس لغيره، إذا أخذ يتكلم فيها فكأنه فنه الذي عليه نشأ، وله كتاب الناسخ والمنسوخ، وله في المواعظ والآداب كتاب سياسة النفس، فصل من فصوله يشفي كل غله، ويبرئ كل علة، بالغ عليه السلام في التزهيد في الدنيا وذمها، والترغيب في دار الخلود ووصفها، وحذر فيه وأنذر، وجمع فيه ما انتشر، من المواعظ، والآداب، والحكم، والوصايا، والملح، والنوادر، والأمثال، والغريب، ما لم يحط كتاب بمثله.
قال الفقيه الديلمي رضي الله عنه: ورد في القاسم بن إبراهيم عليه السلام أحاديث كثيرة، وتصانيفه تشهد له بالعلم والفضل، وكان فصيحا متكلما، وكان الناصر عليه السلام يقول لو جاز قراءة شعر أحد في الصلاة لكان شعر القاسم عليه السلام.
Page 189