Nihayat Tanwih
نهاية التنويه في إزهاق التمويه
Genres
قال: وماتت في بيتي الذي في المسجد، فنقلتها إلى داري القصوى، وغسلتها في بيت فيه، فجعلت أغسلها، وتسكب علي الماء أسماء بنت عميس، ثم خرجت بها ليلا، أنا وابناها الحسن والحسين، وعمار، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود، وعبد الله بن أبي رافع، حتى دفناها بالبقيع، وبعث إلي الرجلان أحدهما على ميلين من المدينة، مع امرأة له من الأنصار، فجاء يركض وقد آثرت سبعة أقبر، ورششتها، فقالا لي: أغدرتنا؟
فقلت: لا ولكنه عهد ووصية، فأما أحدهما فنكس، وأما الآخر فقال: لو علمنا أن هواها أن لا نشهدها ما شهدناها.
وكان مدة عمرها ثمان عشرة سنة، وسبعة أشهر، وقيل: كان عمرها عليها السلام ثلاث وعشرون سنة، ومما روي عن الصادق عليه السلام هذه الأبيات:
يا سائلي مستخبرا .... عن كل معضلة ظريفه
إن الجواب لحاضر .... لكنني أخفيه خيفه
لولا اتقاء رعية .... خلا سياستها الخليفه
وسيوف أعداء بها .... هاماتنا أبدا قطيفه
لنثرت من مكنون آ .... ل محمد جملا ظريفه
تغنا به عما روا .... ه مالك وأبو حنيفه
وأريكم أن الحسي .... ن أصيب في يوم السقيفه
ولأي شيء ألحدت .... في الليل فاطمة الشريفة
ولما حوى شيخاكم .... عن وطي حجرتها المنيفه
آه لبنت محمد .... ماتت بغصتها لهيفه
لا تكشفن مغطيا .... فلربما كشفت جيفه
Page 149