السادسة من كتاب بولص في الجبر، ويسأل عن معرفة عدد عظام الإنسان، وهي مائتا عظم وثمانية وأربعون عظمًا، وصورة كل واحد منها، وسكنه، ليرده إلى مكانه إذا انخلع، ويجبره إلا انكسر، فإن كان قيمًا فيما ذكرناه، وإلا أقامه.
* * *
الباب السادس والأربعون
في الجرائحيين
ينبغي أن يعرف عليهم عريفًا ثقة عارفًا، ببهرجتهم، وحيلهم، ودكهم؛ لأنها خطيرة، والذي يجب على الجرائحي اولًا أن يكون عالمًا بكتاب جالينوس المعروف بقطاجانس، قيمًا به، ويكون خبيرًا، وإن كان طبائعيًا كان أفضل، وإن لم يكن، فالأولى أن يحضر معه طبائعيًا خبيرًا، وكذلك المجبر أيضًا؛ لأنهم قد يبطّون ما لا يحتاج إلى بط، ويقطعون ما لا يحتاج إلى قطع، ويفتحون الشريانات، فيكون ذلك سببًا إلى تعطيل العضو عن فصله، فيجرون ذلك.
ويكون معه دست المباضع، فيه مباضع مدورات الرأس، والموربّات، والحربات، وفأس الجبهة، ومنشار القطع، ومجرفة الأذن، وورد السلع، ومرهمدان المراهم، ودواء الكندر القاطع للدم، ومن جملة بهرجتهم أنهم أيضًا يدوسون العظام في الجرح، ويبهرجون بإخراجها الأدوية، وأن أدويتهم هي التي أخرجتها، فلهذا قلنا: إنه إذا كان طبائعيًا حاضرًا، كان أجود للعمل، ويستحل قوم منهم أن يصلحوا مراهم أصلها من الكلس المغسول بالزيت، ثم يصبغ ألوانًا، أحمر بالأسريقون، وأخضر بالكركم، وأسود بالفحم، فيعتبر ذلك عليهم.
* * *
الباب السابع والأربعون
في البياطرة
اعلم أن البيطرة علم جليل سطرته الفلاسفة في كتبهم، ووضعوا فيها كتبًا، على أنها أصعب علاجًا من أمراض الآدميين؛ لأن الدواب ليس لها نطق تعبر به عما تجد من