حصل الجسم منهما (1)، وإن لم يحل فيها كان ذلك خلاء.
والثاني عدمي ، وهو الفراغ المتوهم ، وهو عبارة عن وجود جسمين لا يتلاقيان ولا يكون بينهما ما يلاقيهما (2)، وهي مسألة من الطبيعيات بحث المتكلمون عنها ليدفعوا شبه الفلاسفة في المعاد ، وفي إمكان خلق عالم آخر.
وقد اختلف الناس في ثبوت الخلاء ونفيه على التفسيرين ، فالمتكلمون على إثباته ، وهو مذهب جماعة من الأوائل (3)، وباقي الأوائل على نفيه ، وهو قول أبي القاسم الكعبي (4).
لنا على ثبوت الخلاء وجوه (5):
** الوجه الأول :
باطل بالضرورة ، فإنا نشاهد الأجسام تتحرك وتنتقل من جهة إلى أخرى ، فالمقدم مثله.
بيان الشرطية : أن الجسم لو انتقل فإما أن ينتقل إلى مكان مملوء أو فارغ ، فإن كان فارغا فهو المطلوب ، وإن كان مملوءا ، فإما أن يبقى الجسم المالئ للمكان المنتقل إليه على حاله أو ينتقل ، فإن بقى لزم التداخل ، وهو باطل بالضرورة. وإن
Page 402