271

بعد زوال فصل السواد عنه بفصل البياض. نعم قد يقال : اللون يقبل الضدين بنوع من المجاز، إما باعتبار انقسامه إليهما فيكون بعضه بياضا وبعضه سوادا ، أو باعتبار تجرده في الوهم عن الفصلين ، فيكون من حيث هو لون مطلق قابلا لأي الفصلين كان ، وليس كلامنا في الأمور الوهمية ، بل في الأمور المحصلة في الخارج ، هل يوجد شيء محصل في الخارج يقبل الضدين؟

ولو كان اللون يقبل السوادية تارة والبياضية أخرى لما كان سوادا وبياضا ، بل كان مسودا ومبيضا ، وهذا باطل (1).

** البحث السابع : في أن الجوهر لا ضد له (2)

الضدان عند الأوائل : هما الذاتان الوجوديتان المتعاقبتان على موضوع واحد وبينهما غاية الخلاف. وحينئذ يكون الحكم بامتناع التضاد عليه ظاهرا ، لأن التضاد إنما يتحقق فيما يوجد في الموضوع بحيث يتعاقب ضده عليه ، ولما كان الجوهر هو الموجود لا في موضوع ، امتنع وقوع التضاد فيه. وقد يعنى بالضدين المتعاقبان على محل واحد (3)، ولا يشترط الموضوع ، فيصح وقوع التضاد فيه حينئذ ، لأن الصور الجوهرية للعناصر تتعاقب على محل واحد هو المادة ، وبينهما غاية الخلاف ، لكن ذلك خارج عن مصطلح القوم. وبالجملة فالنزاع لفظي (4).

Page 278