139

عقلي يعرض للمتكون ، مشروط بوجود الزمان المتعلق به ، ويقتضي (1) كون المتكون بحيث يصلح أن يعرض له ذلك عند فناء الزمان ، ولا يتسلسل ، ولا يلزم منه ما يبطل البديهيات (2).

وفيه نظر ؛ فإن كون الكون في الزمان أمرا عقليا ، لا يبطل التقسيم ، بل فيه اختيار أحد الأقسام ، وهو أن يكون عدميا ، ثم عروضه للمتكون ، إما أن يكون في العقل لا غير، فيبطل بإمكان أن يعتبره العقل قبل الزمان وبعده ، أو يستند إلى أمر خارج الذهن ويعود المحذور بعينه.

** وعن الثالث :

فإن العلة مع معلولها بهذه الصفة ، لا بمعنى أنه تجدد لها وجود آخر غير الوجود الواقع في ذلك الزمان ، بل بمعنى أن هذا الوجود الواقع في ذلك الزمان صدر منه في ذلك الزمان ، ولا يلزم من ذلك ثبوت المقارنة الذاتية بين المؤثر وأثره ، بل المقارنة الزمانية ، ولا استحالة فيه ، وإنما يؤثر فيه لا من حيث هو موجود ، ولا من حيث هو معدوم ، بل من حيث ماهية الأثر وإن كانت موجودة في ذلك الزمان.

وبعض المتكلمين يقول : المؤثر يؤثر حال حدوث الأثر ، فإنها ليست بحالة الوجود ولا بحالة العدم.

وأجاب أفضل المتأخرين عن أصل المعارضة : بأن هذا التقسيم عائد فيما علم بالضرورة ثبوته ، فإن الإحداث وإن كان في محل البحث ، لكن لا نزاع في الحدوث ، والتقسيم الذي ذكروه يدفعه ، لأنه يقال : لو حدث هذا الصوت مثلا ،

Page 142