147

Nihaya Fi Gharib

النهاية في غريب الأثر

Investigator

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Publisher

المكتبة العلمية - بيروت

Publisher Location

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

وَفِيهِ «لَا تعلَّموا أَبْكَار أَوْلَادِكُمْ كُتُب النَّصَارَى» يعني أحْداثَكم. وبِكْر الرجُل بِالْكَسْرِ: أَوَّلُ وَلَده. (س) وَفِيهِ «اسْتَسْلَف رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ رَجُلٍ بَكْرًا» البَكْر بِالْفَتْحِ: الفَتِيُّ مِنَ الْإِبِلِ، بِمَنْزِلَةِ الْغُلَامِ مِنَ النَّاسِ. وَالْأُنْثَى بَكْرَة. وَقَدْ يُسْتعار لِلنَّاسِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ المُتْعة «كَأَنَّهَا بَكْرَة عَيْطاء» أَيْ شابَّةٌ طويلةُ العُنُق فِي اعْتِدال. وَمِنْهُ حَدِيثُ طَهْفَةَ «وسَقَط الأُمْلُوج مِنَ البِكَارَة» البِكَارَة بِالْكَسْرِ: جَمْع البَكْر بِالْفَتْحِ يُرِيدُ أَنَّ السِّمَن الَّذِي قَدْ عَلَا بِكَارة الْإِبِلَ بِمَا رَعت مِنْ هَذَا الشَّجَرَ قَدْ سَقَطَ عَنْهَا، فَسَمَّاهُ بِاسْمِ الْمَرْعَى إِذْ كَانَ سَبَبًا لَهُ. (س) وَفِيهِ «جَاءَتْ هَوازِنُ عَلَى بَكْرَة أَبِيهَا» هَذِهِ كَلِمَةٌ لِلْعَرَبِ يُرِيدُونَ بِهَا الكَثْرة وتوفُّر العَدَدِ، وَأَنَّهُمْ جَاءُوا جَمِيعًا لَمْ يتَخَلُّف مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَيْسَ هُناك بَكْرة فِي الْحَقِيقَةِ، وَهِيَ الَّتِي يَسْتَقَى عَلَيْهَا الْمَاءُ، فَاسْتُعِيرَتْ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ. (س) وَفِيهِ «كَانَتْ ضَرَباتُ عَلِيٍّ مُبْتَكَرَات «١» لَا عُونًا» أَيْ إِنَّ ضَرْبَته كَانَتْ بِكْرًا يقْتُل بِوَاحِدَةٍ مِنْهَا لَا يَحْتَاجُ أَنْ يُعِيدَ الضَّرْبَةَ ثَانِيًا. يُقَالُ ضَرْبَةٌ بِكْر إِذَا كَانَتْ قاطِعَةً لَا تُثْنَى. والعُون جَمْعُ عَوَان، وَهِيَ فِي الْأَصْلِ الكَهْلَة من النساء، ويريد بها ها هنا المثنَّاة. (س) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى عَامِلِهِ بِفَارِسَ: ابْعث إِلَيَّ مِنْ عَسَلِ خُلاَّر، مِنَ النَّحل الأَبْكَار، مِنَ الدِّسْتِفْشَار، الَّذِي لَمْ تَمسَّه النَّارُ» يُرِيدُ بالأَبْكَار أفراخَ النَّحل؛ لِأَنَّ عسَلَها أطيَب وَأَصْفَى، وخُلاَّر مَوْضِعٌ بِفَارِسَ، والدِّسْتِفْشَار كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ مَعْنَاهَا مَا عُصر بِالْأَيْدِي. (بَكَعَ) (هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى «قَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قلتُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ، وَلَقَدْ خَشِيتُ أَنْ تَبْكَعَنِي بِهَا» بَكَعْتُ الرّجُل بَكْعًا إِذَا اسْتَقْبَلْته بِمَا يكْره، وَهُوَ نَحْوُ التَّقْريع. وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ وَمُعَاوِيَةَ ﵄ «فَبَكَعَهُ بِهِ فَزُخَّ فِي أقْفَائنا» . [هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «فَبَكَعَهُ بِالسَّيْفِ» أَيْ ضَرَبه ضَرْبا مُتَتابعا.

(١) في أساس البلاغة: «وكانت ضربات على أبكارا» .

1 / 149