43

تم صارت الخلافة الى ابنه الامير أبي عبد الله محمد ،ويكنى أيضا أبا موسى . بويع له يوم وفاة أبيه بعهده إليه . لأن أمه زبيدة بنت جعفر ابن أبي جعفر الأكبر أول خليفة . اجتمع له في حده لأمه وأبيه الخلافة ، ولم تجتمع لأحد من بني العباس ذلك إلى الان ، ولا ولي الخلافة بعد على بن أبي طالب - رضى الله عنه - من كان ابواه هاشميين إلا الأمين محمد بن زبيدة ( وقتل بالسيف يوم السبت خامس عشرين من محرم سنة بمان وتسعين ومائة (813م) . وقيل : يوم الأحد ليمان يقين من المحرم . وقيل : لخمس ليال يقين من المحرم ، ممدينة السلام ، وله ثلاث وثلاثون سنه .

وقال ابن واضح الكاتب: كانت سنه يوم ضرب عنقه مولى طاهر بن الحسين بأمر طاهر سبعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر . وقيل : بلغ ممانيا وعشرين سنة ، وله ولدان موسى وعبد الله .

وكان يركب هواه ويهمل أمر دنياه . ولما خلعه المأمون كان يعسه بصحبة بى نواس ، ويقول : يا معشر المسامين صحب رجلا شاطرا ماحنا كافرا يحل ما حرم الله ، بحضه على شرب الخمور وإتيان المحذور ، وارتكاب الما يم ، ونيل المحارم .

وهو الذي بقول :

لا فاسقنى خمرا وقل لي : هي الخمر

ولا تسقنى سرا إذا أ مكن الجهر

وبح باسم من بهوي ودعني من الكني

فلا خير في اللذات من دوبها ستر

وقوله منها :

Page 43