وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ غافر: ٨٣
إنَّ بعض الناس إذا سمع الإذن بالفرح والاحتفال ظنَّ أنه أُطلق له ما كان محذورًا محرَّمًا قبل الفرح، فترك نفسه وما تهوى، وترك لأولاده ما يريدون، واحتجَّ بالعيد = الفرح.
والأصل في الفرح وإظهاره في العيد
ما ورد في «الصحيحين» عن عائشة ﵂ قالت: دخل عليَّ ... أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تُغنِّيان بما تقاوَلَت به الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمُغنِّيتين (١)؛
فقال أبو بكر: أبمزمور الشيطان في
(١). المقصود: الحداء وتزيين الصوت ورفعه، دون فحش وآلات محرمة، ورُخِّص الدف للنساء في: العيد والزواج والفرح. قال الخطَّابي (ت ٣٨٨ هـ) في «أعلام الحديث» ... (١/ ٥٩٤): (قد بُيِّن في هذه الرواية أنهما لم تكونا مغنيتين، والمغنية التي اتخذت الغناء صناعة وعادة، وذلك ما لا يليق أن يكون بحضرة الرسول ﷺ، فأما الترنم بالبيت والبيتين، وتطريب الصوت بذلك مما ليس فيه فحش أو ذكر محظور، فليس مما يسقط المروءة، أو يقدح في الشهادة، وكان عمر بن الخطاب لا ينكر من الغناء النَّصْبَ والحداء ونحوهما من القول، وقد رخص في ذلك غيرُ واحد من السلف ﵏. =
1 / 4