Nazawat Maryan
نزوات ماريان: وليالي أكتوبر ومايو وأغسطس
Genres
سيليو :
حدثيني، أضرع إليك.
هرميا :
ليكن ما تريد. لم يكن لي سابق معرفة بوالدك، وفي ذات صباح عهد الفتى أورسيني إلى والدك أن يطلبني له زوجة. وأتانا والدك زائرا فتلقاه جدي وما يتفق ومكانته وأفسح له من مودتنا، وكان أورسيني زوجا يطلب، ولكني رغم ذلك رفضت الزواج منه، ذلك أن والدك بتزكيته أورسيني لدي قضى على ما كنت أحمل له من حب قليل لم ينله إلا بعد جهد متواصل، وما كنت أدري مدى ما يحمل لي من هوى فتاك، حمل والدك إليه جوابي فوقع بين ذراعيه مغشيا عليه، ثم ترحل في سفرة طويلة عاد منها بثروة طائلة، وقلب حسبته أقل أسى، وإذا بوالدك يلعب دورا غير دوره الأول فيطلبني لنفسه بعد أن فشل في محاولته الأولى، ولقد أخلصت له الحب، وكان فيما أوحاه إلى أهلي من تقدير ما لم يدع مجالا لترددي، وتقرر الزواج في نفس اليوم، وفتحت لنا الكنيسة أبوابها بعد ذلك ببضعة أسابيع، وعاد أورسيني من سفره إذ ذاك وأتى إلى والدك صاخبا مؤنبا، وقد اتهمه بخيانة ما ائتمنه عليه من ثقة، وبأنه قد كان السبب فيما لاقى من رفض، وأضاف: ستبلغ ما تريد إن كان حتفي هو ما قصدت إليه، هال والدك ما سمعه فخف إلى لقاء والدي يطلب إليه أن يعينه على تبصير أورسيني ببراءته مما اتهمه به، لكن وا أسفاه! كان السيف قد سبق العذل، إذ وجدوا فتانا البائس مضرجا بدمائه في غرفته وقد طعن نفسه بسيفه.
سيليو :
وهكذا كانت نهايته.
هرميا :
نعم، ويا لها من نهاية قاسية.
سيليو :
كلا يا أماه، فلا قسوة في موت ينجينا من حب لا أمل فيه، وكل ما أشفق عليه من أجله هو أنه اعتقد بخيانة صديقه.
Unknown page