Nazariyyat Macrifa
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
Genres
الظاهرياتي الذي لا يمنع على الإطلاق كل حكم منصب على الوجود في المكان والزمان.»
26
ويزيد هوسرل من إيضاح رأيه في دلالة تعطيل الوضع الطبيعي للعالم فيقول: «إننا لا نغير شيئا من اقتناعنا الذي يظل على ما هو عليه ... ومع ذلك فإن الوضع يطرأ عليه تحول: فعلى حين أنه يظل في ذاته على ما هو عليه، فإنا نضعه - إن جاز التعبير - خارج الدائرة وخارج النطاق وبين أقواس، إنه يظل هناك، مثلما يظل هناك داخل الأقواس ما أغلقنا عليه فيها ... بل إن للمرء أن يقول: إن الوضع لا يزال معيشا
un vécu ، غير أننا «لا نستخدمه» على أي نحو ... فالأمر هنا متعلق ... بطريقة محددة ومخصصة للوعي، تضاف إلى الوضع الأصلي البسيط ... وتدخل عليه تحولا في القيمة ... هذا التحول في القيمة يتوقف على حريتنا الكاملة.»
27
ولكن ما الهدف من هذا التحول الذي يباعد بيننا وبين وضع العالم الطبيعي، والذي نستخدم فيه حريتنا من أجل تعطيل نظرتنا المألوفة إلى العالم؟ ولماذا التجأ هوسرل إلى أسلوب «الرد
réduction » بوصفه خطوة أساسية في طريق التفلسف الحقيقي؟ إن الرد إنما هو إزالة لعقبة تثقل على الوعي هي الموقف الطبيعي، ففي هذا الموقف الطبيعي ينسى الوعي ذاته، ويضيع في الأشياء، وفي موضوعات العالم، وفي أفكاره عن هذه الموضوعات، بحيث يتباعد عن ذاته، ويغترب ويغدو متخارجا عنها، وما دام الوعي مرتبطا بالموقف الطبيعي فإنه يكون في حالة سذاجة واستسلام لوجود الأشياء،
28
ولا يبدأ الوعي في استرداد ذاته بحق إلا إذا مارس الرد الذي هو نوع من الزهد أو العزوف
ascéso ، نخسر فيه العالم من أجل كسبه من جديد.
Unknown page