435

Nawāhid al-abkār wa-shawārid al-afkār = Ḥāshiyat al-Suyūṭī ʿalā tafsīr al-Bayḍāwī

نواهد الأبكار وشوارد الأفكار = حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي

Publisher

جامعة أم القرى

Publisher Location

كلية الدعوة وأصول الدين

وقد رأيت البيت في " ديوان النابغة الذبياني (١) " من قصيدة يخاطب بها النعمان بن المنذر.
وأولها:
أرَسْمًا جَدِيدًا مِن سُعادَ تَجَنَّبُ. . . عَفَتْ رَوضَةُ الأَجْدَادِ مِنها فتنضب
محا آيَهُ ريحُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا. . . وَأسْحَمُ دانٍ مُزْنُهُ مُتَصَوِّبُ (٢)
قوله: (وفي الآية يحتملهما)
أقول: الثابت في التفسير أن المراد به في الآية المطر.
أخرجه ابن جرير (٣) من عدة طرق عن ابن عباس، وعن ابن مسعود، ومجاهد، وعطاء، وقتادة، والربيع، وابن زيد، وسفيان، ولا مخالف لهم.
قوله: (قال:. . . . . . . . . . ومن بُعْدِ أرضٍ بَينَنَا وَسَمَاءِ)
صدره:
فَأوَّهُ لِذِكْرَاهَا إِذا ما ذكَرْتُهَا. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ..
قال الشيخ سعد الدين: حيث نكَّرَ أرضًا، وسماءً للبعضية؛ إذ ليس بينهما بُعْدُ جميع الأرض، وجميع السماء.
يعني أتوجع من ذكراها، ومن حيلولة قطعة من الأرض، وناحية من السماء بيننا (٤).
وقال الطيبي: سمى بعض الأرض أرضا، وبعض السماء سماء، وأراد ببعد السماء والأرض، ما تقابل من السماء والأرض، التي بينهما.
ولا يجوز أن يراد بالسماء المطلقة؛ لأنها ليست بينه وبينها (٥).
وقال الشيخ أكمل الدين: الاستشهاد على أنه أراد بالسماء طائفة منها تتخلل بينه وبين محبوبته؛ إذ السماء المطلقة ليس بينه وبينها (٦).

1 / 437