وَهَذَا لِأَن من استولى على قلبه الْحق إِذا غضب غضب للحق وَإِذا رَضِي رَضِي من أجل الْحق وَكَانَ الْغَالِب على قلب عمر ﵁ الْحق ونوره وسلطانه
قَالَ رَسُول الله ﷺ أرْحم أمتِي بأمتي أَبُو بكر وَأَقْوَاهُمْ فِي دين الله عمر
وَإِنَّمَا الْقُوَّة من أجل أَن الْحق على الْقلب سُلْطَانه وَكَانَ أَبُو بكر ﵁ من شَأْنه الْقيام برعاية تَدْبِير الله ومراقبة صنعه فِي الْأُمُور حَتَّى يَدُور مَعَ الله تَعَالَى فِي تَدْبيره وَكَانَ مُسْتَعْملا بِالتَّدْبِيرِ وَعمر مُسْتَعْملا بِالْحَقِّ فَمن شَأْن أبي بكر ﵁ الْعَطف وَالرَّحْمَة والرأفة والرقة واللين وَمن شَأْن عمر ﵁ الشدَّة وَالْقُوَّة والصلابة والصرامة وَلذَلِك شبه رَسُول الله ﷺ فِي حَدِيثه أَبَا بكر بإبراهيم من الرُّسُل وبميكائيل من الْمَلَائِكَة ﵈ وَشبه عمر بِنوح من الرُّسُل وبجبرئيل من الْمَلَائِكَة ﵈ فابتدأ الله الْمُؤمنِينَ بِالرَّحْمَةِ ورزقهم الْإِيمَان ثمَّ اقتضاهم حَقه فشرع لَهُم الشَّرِيعَة واستهداهم الْقيام بذلك فَمن وفى لَهُ بِالْقيامِ بذلك فقد أرْضى الْحق تَعَالَى
فَأَبُو بكر مَعَ الْمُبْتَدَأ وَهُوَ الْإِيمَان وَعمر مَعَ الَّذِي يتلوه وَهُوَ الْحق وَهُوَ الشَّرِيعَة لِأَن من حق الله تَعَالَى على عباده أَن يوحدوه وَإِذا وحدوه فَمن حَقه عَلَيْهِم أَن يعبدوه بِمَا أَمرهم بِهِ ونهاهم عَنهُ