ولا زال في أرضي عدو أحاربه
فالتفتت إليه، فقالت: خف عواقب الله، ومضيت في القصيدة حتى انتهيت إلى قوله:
إذا راجعتك القول مية أو بدا
لك الوجه منها أو نضا الثوب سالبه
فيا لك من خد أثيل ومنطق
رخيم ومن خلق تعلل جاذبه
فقالت الظريفة : أما هذه فقد راجعتك وقد بدا لك الوجه منها، فمن لك بأن ينصف الدرع سالبه؟ فالتفتت مية إليها فقالت: قاتلك الله ما أنكر ما تجيبين به، ثم تحدثن ساعة، فقالت الظريفة للنساء: إن لهذين شأنا. ثم سارت بنا، فلما وصلنا الأبيات دخلت بذي الرمة، فلبثت أنتظر فإذا به قادما ومعه قلائد لطيفة حلى بها نصل سيفه، فسألته عنها، فقال: هي منها والله.
أبو عثيرة الخياط وأبو محمد الدمشقي
قال أبو محمد الدمشقي: مررت ذات ليلة أيام فتنة المستعين والقمر يزهر بأحياء الشام، فإذا أنا بشيخ جليل موشح في إزار أحمر، فقلت له: ما اسمك الكريم؟ قال: أبو عثيرة الخياط، شهدت حروب ابن زبيدة كلها وحاربت الفتيان في غاية كل ميدان، واعترف لي كل فاتك، وأذعن لي كل شاطر، ونزلت تلك الدار عشرين سنة وأومأ إلى سجن بغداد. ثم تنفس الصعداء وأنشد:
لي فؤاد مستهام
Unknown page