Nathr al-durr
نثر الدر
Editor
خالد عبد الغني محفوط
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition
الأولى
Publication Year
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
Publisher Location
بيروت /لبنان
يَا فرسي اعدي بيه ... إِذا سَمِعت التلبيه
الزبير بن عبد الْمطلب
قَالُوا: قدم الزبير بن عبد الْمطلب من أحدى الرحلتين، فَبينا رَأسه فِي حجر وليدة لَهُ وَهِي تَدْرِي ليمته إِذْ قَالَت لَهُ: ألم يرعك الْخَبَر؟ قَالَ: وَمَا ذَاك؟ قَالَت: زعم سعيد بن الْعَاصِ أَنه لَيْسَ لأبطحي أَن يعتم يَوْم عمته، فَقَالَ: وَالله لقد كَانَ عِنْدِي ذَا حجا وَقدر، وانتزع لمته من يَدهَا، وَقَالَ: يَا رعاث. على عمامتي الطول؛ فَأتى بهَا فلاثها على رَأسه، وَألقى ضيفيها حَتَّى لطخا قَدَمَيْهِ وعقبيه، وَقَالَ: على فرسي فَأتى بِهِ، فَاسْتَوَى عَن ظَهره، وَمر يخرق الْوَادي كَأَنَّهُ لَهب عرفج، فَلَقِيَهُ سُهَيْل بن عَمْرو فَقَالَ: بِأبي أَنْت وَأمي يَا أَبَا الطَّاهِر، مَالِي أَرَاك قد تغير وَجهك؟ قَالَ: أَو لم يبلغك الْخَبَر؟ هَذَا سعيد بن الْعَاصِ يزْعم أَنه لَيْسَ لأبطحي أَن يعتم يَوْم عمته. وَلم؟ فوَاللَّه لطولنا عَلَيْهِم أظهر من وضح النَّهَار، وقمر التَّمام، وَنجم الساري، والآن تنثل كنانتها، فتعجم قريشٌ عيدانها فتعرف بازل عامنا وثنياته. فَقَالَ لَهُ سُهَيْل: رفقا. بِأبي أَنْت وَأمي فَإِنَّهُ ابْن عمك. وَلنْ يعييك شأوه، وَلنْ يقصر عَنهُ طولك. وَبلغ الْخَبَر سعيدا فَرَحل نَاقَته واغترز رَحْله، وَنَجَا إِلَى الطَّائِف. فَقيل لَهُ: أَتُرِيدُ الْجلاء؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْت الْجلاء خيرا من الفناء. وَمضى قَصده.
أَبُو طَالب
خطب لرَسُول الله ﷺ فِي تَزْوِيجه خَدِيجَة بنت خوليد؛ فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي جعلنَا من ذُرِّيَّة إِبْرَاهِيم، وَزرع إِسْمَاعِيل، وَجعل لنا بَلَدا حَرَامًا، وبيتًا محجوجًا، وَجَعَلنَا الْحُكَّام على النَّاس، ثمَّ إِن مُحَمَّد بن عبد الله ابْن أخي من لَا يوازن بِهِ فَتى من قُرَيْش إِلَّا رجح بِهِ برا وفضلًا، وكرما وعقلًا، ومجدًا ونيلًا، وَإِن كَانَ فِي المَال قل، فَإِنَّمَا المَال ظلّ زائلٌ، وعاريةٌ مسترجعةٌ، وَله فِي خَدِيجَة بنت خويلدٍ رغبةٌ، وَلها فِيهِ مثل ذَلِك. وَمَا أَحْبَبْتُم من الصَدَاق فعلى.
1 / 274