Natr al-Durr
نثر الدر
Investigator
خالد عبد الغني محفوط
Publisher
دار الكتب العلمية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٤هـ - ٢٠٠٤م
Publisher Location
بيروت /لبنان
شرا قلت خيرا كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: " خلطوا عملا صَالحا وءاخر سَيِّئًا "؛ وَلَكِنَّك فعلت شرا وَقلت شرا فَأَنت كَمَا قَالَ الله تَعَالَى: " كلا بل ران على قُلُوبهم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ". قَالَ الشّعبِيّ: كَانَ مُعَاوِيَة كَالْجمَلِ الطِّبّ، قَالَ يَوْمًا وَالْحسن ﵇ عِنْده: أَنا ابْن بحرها جودًا، وَأَكْرمهَا جدودا، وأنضرها عودا. فَقَالَ الْحسن: أفعلي تَفْخَر؟ أَنا ابْن عروق الثرى، أَنا ابْن سيد أهل الدُّنْيَا، وَأَنا ابْن من رِضَاهُ رضَا الرَّحْمَن، وَسخطه سخط الرَّحْمَن. قل لَك يَا مُعَاوِيَة من قديم تباهى بِهِ، أَو أَب تفاخرني بِهِ؟ قل لَا أَو نعم، أَي ذَلِك شِئْت، فَإِن قلت لَا أثبت، وَإِن قلت نعم عرفت. قَالَ مُعَاوِيَة: فَإِنِّي أَقُول لَا تَصْدِيقًا لَك. فَقَالَ ﵇: الْحق أَبْلَج مَا يخيل سَبيله ... وَالْحق يعرفهُ ذَوُو الْأَلْبَاب وَأَتَاهُ رجل فَقَالَ: إِن فلَانا يَقع فِيك. قَالَ: ألقيتني فِي تَعب. أُرِيد الْآن أَن أسْتَغْفر الله لي وَله. وَجَاء ﵇ إِلَى أبي بكر وَهُوَ يخْطب فَقَالَ: انْزِلْ عَن مِنْبَر أبي. قَالَ أَبُو بكر: صدقت. إِنَّه لمنبر أَبِيك لَا مِنْبَر أبي، ثمَّ أَخذه فأجلسه فِي حجره وَبكى، فَقَالَ عَليّ ﵇: وَالله مَا كَانَ هَذَا عَن أَمْرِي. فَقَالَ أَبُو بكر ﵁: صدقت وَالله مَا اتهمتك. وَقَالَ الْحسن ﵇: من بَدَأَ بالْكلَام قبل السَّلَام فَلَا تجيبوه. وَسُئِلَ عَن الْبُخْل فَقَالَ: هُوَ أَن يرى الرجل مَا أنفقهُ تلفًا، وَمَا أمْسكهُ شرفًا. وَقَالَ: حسن السُّؤَال نصف الْعلم. وَقَالَ: التَّبَرُّع بِالْمَعْرُوفِ، والإعطاء قبل السُّؤَال من أكبر السؤدد.
1 / 227