34

Nathr al-Wurūd sharḥ Ḥāʾiyya Ibn Abī Dāwūd

نثر الورود شرح حائية ابن أبي داود

Publisher

مركز النخب العلمية

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Genres

وَقُلْ يَتَجَلَّى اللهُ لِلْخَلْقِ جَهْرَةً ... كَمَا الْبَدْرُ لَا يَخْفَى وَرَبُّكَ أَوْضَحُ
•---------------------------------•
•قوله: «وَقُلْ» أي: قل أيها المتمسك بالكتاب والسنة، والمتبع لمذهب أهل السنة والجماعة.
•قوله: «يَتَجَلَّى اللهُ لِلْخَلْقِ» أي: يكشف لهم الحجاب يوم القيامة، فيظهر لهم ﷾، ويرونه عيانًا بأبصارهم.
•قوله: «جَهْرَةً» أي: عيانًا جهارًا دون حجاب.
•قوله: «كَمَا الْبَدْرُ لَا يَخْفَى» مأخوذ من قول النبي ﷺ كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ: «أَنَّ أُنَاسًا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالُوا: يَا رَسُولَ الله هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (نَعَمْ، هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟)، قَالُوا: لَا، قَالَ: (وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ ضَوْءٌ لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟): قَالُوا: لَا، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الله ﷿ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا)» (١).
•قوله: «وَرَبُّكَ أَوْضَحُ» أي: أظهر وأبين من البدر؛ لأن البدر من مخلوقاته، والتشبيه هنا للرؤية لا للمرئي فإن الله ليس كمثله شيء، والمعنى ترون ربكم رؤية ينزاح معها الشك، وتنتفي معها المرية كرؤيتكم القمر لا ترتابون ولا تمترون.
وفي هذا البيت يتحدث الناظم عن مسألة الرؤية، وقد انقسم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام:
١) الرافضة والإباضية والجهمية والمعتزلة: ينكرون رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.

(١) صحيح البخاري (٦/ ٤٤) رقم (٤٥٨١)، وصحيح مسلم (١/ ١٦٧) رقم (١٨٣).

1 / 38