247

Nataij Fikr Fi Nahw

نتائج الفكر في النحو للسهيلي

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت

وأما اختصاص " لا " بالتركيب معها في باب " لولا زيد ذاهب لفعلت كذا ". فلأن " لا " قد تكون منفردة تغني عن الفعل، إذ قيل لك: هل قام زيد؟ فتقول: لا. فقد أخبرت عنه بالقعود. وإذا قيل لك: هل قعد؟ فقلت: لا. فكأنك مخبر بالقيام. وليس شيء من حروف النفي يكتفى به في الجواب حئى يكون بمنزلة الإخبار إلا هذا الحرف، فمن ثم صلح الاعتماد عليه في هذا الباب، وساغ تركيبه مع حروف لا تطلب إلا الفعل، فصارت الكلمة بأسرها بمنزلة حرف وفعل، وصار " زيد " بعدها بمنزلة الفاعل. ولذلك قال سيبويه: " إنه " مبني على " لولا ". وهذا هو الحق، لأن ما يهذون به من أنه مبتدأ وخبره محذوف، لا يظهر، وخامل لا يذكر. * * * مسألة (أعلمت زيدًا عمرًا قائما) زكر سيبويه أنه لا يجوز الاقتصار على المفعول الأول. وتأول أصحابه قوله، قالوا: " لا يجوز: لا يحسن، لأن المعمول الأول هو الفاعل في المعنى، والفاعل يجوز الاقتصار عليه فتقول: علم زيد. وإنما الذي لا يجوز الاقتصار عليه المفعول الثاني الذي هو الأول قبل النقل. وعندي أن كلام سيبويه محمول على الظاهر، لأنك لا تريد بقولك: " أعلمت زيدًا " أي: جعلته عالمًا على الإطلاق، وهذا محال، إنما تريد: أعلمته بهذا - الحديث، فلاِ بد إذًا من ذكر الحديث الذي أعلمته به. فإن قيل: فهل يجوز: " أظننت زيدًا عمرًا قائما "، كما تقول: أعلمت؟ .

1 / 270