210

Al-Naṣrāniyya wa-ādābihā bayna ʿarab al-jāhiliyya

النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية

Genres

وقد ذكر البلاذري في فتوح البلدان (ص٥٩) قبل أيلة تبالة وجرش ثم ذكر معها اذرع ومقنا والجرباء وكلها كانت حافلة بالنصارى.
(- س١٦ ١٩ دومة الجندل وصاحبها أكيدر) جاء في معجم البلدان لياقوت (٢: ٦٢٦) أن بني كنانة من كلب كانوا في دومة الجندل وان فيها "كان حصن مارد وهو حصن أكيدر" وفي تهذيب الأسماء للنووي (ص١٦٢) "قال الخطيب في كتابه أسماء البهمة "كان أكيدر نصرانيًا ثم أسلم وقيل بل مات نصرانيًا، هذ١ كلام الخطيب وقال أبو عبد الله بن منده وأبو نعيم الأصبهاني في كتابهما في معرفة الصحابة أن أكيدر هذا اسلم وأهدى إلى رسول الله ﷺ حلة سيرًا، فوهبها لعمر ابن الخطاب رض، قال ابن الأثير: أما الهدية والمصالحة فصحيحان وأما الإسلام فغلطا فيه فإنه لم يسلم بلا خاف بين أهل السير ومن قال أنه أسلم فقد أخطأ خطأً فاحشًا، (قال) وكان اكيدر نصرانيًا فلما صالحه رسول الله ﷺ عاد إلى وطنه وبقي فيه ثم أن خالدًا حاصره في زمن أبي بكر الصديق وقتله مشركًا نصرانيًا، وكان قبله على أيلة أصبغ بن عمرو والكلبي وكان نصرانيًا".
(ص١١٤ س٢١ أبو عامر الراهب) هو أبو عامر بن صيفي خرج في أحد لمقاتلة محمد رسول الإسلام ومعه الجيش وعبدان أهل مكة (اطلب الغاني ١٤: ١٧ وسيره الرسول لابن هشام ٥٦١)، وجاء في مواسم الأدب للسيد جعفر البيتي.
(٢: ٢٠٢): "أبو عامر الأوسي (وابنه هو حنظلة غسيل الملائكة) ترهب في الجاهلية ولبس المسوح فلما قدم ﷺ المدينة كان له معه خطب وخرج في ٥٠ غلامًا إلى الشام ومات على النصرانية.
ومن الأوس النصارى أبو قيس صيفي بن الأسلت (أسد الغابة ابن الأثير (٥: ٢٧٨): "وهو أحد بني وائل بن زيد هرب إلى مكة وكان فيها مع قريش وقيل أن اسمه الحارث وقيل عبد الله.. والصحيح انه لم يسلم وقد كان قبل الهجرة يتأله".
(ص١١٥ س٤ النصارى في المدينة قبل الإسلام وفي أوائل ظهروه)، ومما يدل على ذلك ما ذكره البخاري في صحيحه (٣: ٤١ ٤٢) حيث روى أن نبيط الشام كانوا يأتون إلى المدينة ويتاجرون مع محمد بالحنطة والشعير والزيت والزبيب، وذكر عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب (٢: ١٥٥) أن عمر بن الخطاب استعمل أبا زبيد الشاعر النصراني على صدقات قومه وأن عثمان بن عفان كان يقربه ويدني مجلسه وكل ذلك في المدينة، ولما ماتت في المدينة أم الحارث بن عبد الله أحد سادات قريش وكانت نصرانية وجدوا الصليب في عنقها بعد موتها (الأغاني ١: ٣٢ وتاريخ ابن عساكر ٣: ٤٤٨) فو كلوا إلى أهل دينها القيام بجنازتها ففعلوا.
(- س١٧ ١٨ الحديث لأخرجن النصارى واليهود من جزيرة العرب) هو حديث مصنوع كما ترى مما تقدم ومما أثبتناه في هذا الفصل عن النصرانية في المدينة، ولا شك فيه أن النصارى في أيام بني أمية كانوا يسكنون المدينة ومكة، وجاء في الأغاني (٤: ١٥٦) أن مروان بن الحكم اتخذ كشرط لهل المدينة مائتين من أهل أيلة النصارى، وروى أيضًا (٢: ١٢١ و١٢٧) دخول حنين الحيري المغني النصراني إلى مكة والمدينة وغناءه فيهما، وقد جاء في كتاب المقدسي أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم (ص٩٥) قوله عن جزيرة العرب "أن اليهود بها أكثر من النصارى" وفي دليل على وجود الملتين فيها حتى القرن الرابع للهجرة والعاشر للمسيح.
(ص١١٦ س١٨ ٢٣ النصرانية في جرهم الثانية) في بعض روايات العرب ما يشير إلى ذلك كقول هشام في معجم البلدان لياقوت (٣: ٦٣٥): "جرهم بن فائج وبنوه أنطقهم الله بالزبور فهم الثاني ممن تكلم بالعربية ولسانهم الزبور وكتابهم الزبور" وروى الأزرقي في تاريخ مكة (ص٣٦٦) عن ابن عباس ما يشير إلى التبشير بالنصرانية في مكة منذ عهد رسل المسيح بقوله: "حج الحواريون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيمًا للحرم"، وفي التاريخ المذكور (ص٤٢ ٤٣) أنه "لما هدموا الكعبة وجدوا في ركنها كتابة سريانية فسألوا عنها رجلًا من أهل اليمن وآخر من الرهبان ثم روى مضمونها بروايات مختلفة منها ما هو حرفه: "من يزرع خيرًا يحصد غبطة ومن يزرع شرًا يحصد ندامة تعملون السيئات فلا تجزون الحسنات أجل كما لا يجتنى من الشوك العنب" وهذا كما ترى مأخوذ من كلام الإنجيل، وجاء هناك "أن هذه الكتابة وجدت أربعين عامًا قبل مبعث النبي في عام الفيل".

1 / 210