57

Nasikh Wa Mansukh

الناسخ والمنسوخ

Investigator

زهير الشاويش، محمد كنعان

Publisher

المكتب الإسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٠٤ هـ

Publisher Location

بيروت

الْأَنْصَار إِن الطَّعَام من أفضل الْأَمْوَال لِأَن بِهِ تقوم الهياكل فتحرجوا أَن يؤاكلوا الْأَعْمَى وَالْمَرِيض والأعرج قَالُوا لِأَن الْأَعْمَى لَا ينظر الى أطايب الطَّعَام وَأَن الآعرج لَا يتَمَكَّن فِي الْمجْلس فيتهنأ بِأَكْلِهِ وَالْمَرِيض لَا يشبهنا فِي الْأكل والبلع وامتنعوا عَن مؤاكلتهم حَتَّى انْزِلْ الله تَعَالَى فِي سُورَة النُّور ﴿لَيسَ عَلى الأَعمى حَرَجٌ﴾ الأية وَمَعْنَاهَا لَيْسَ على مؤاكلة الْأَعْمَى حرج فالحرج مَرْفُوع عَنهُ وَهُوَ فِي الْمَعْنى عَن غَيره ﴿وَلا عَلى الأَعرَجِ حَرَجٌ﴾ أَي وَلَا على من أكل مَعَ الْأَعْرَج حرج ﴿وَلا عَلى المَريضِ حَرَجٌ﴾ فَصَارَت هَذِه الْآيَة ناسخة لما وَقع لَهُم فِي تَحْرِيم الْآيَة قَالَ الشَّيْخ رَحمَه الله تَعَالَى قَوْله تَعَالَى ﴿لَيسَ عَلى الأَعمى حَرَجٌ﴾ اللَّفْظ للأعمى وَالْمرَاد لغيره
الْآيَة الثَّانِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى ﴿وَالَّذين عقدت أَيمانُكُم فَآتوهُم نَصيبَهُم﴾
كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي أول الأسلام يعاقد الآجل فَيَقُول دمي دمك وهدمي هدمك فَإِن مت قبلك فلك من مَالِي كَذَا وَكَذَا مَا شَاءَ أَن يُسَمِّيه فَكَانَت هَذِه سنتهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة فَإِن مَاتَ وَلم يسمه أَخذ من مَاله سدسه فَأنْزل الله تَعَالَى ﴿وأولو الْأَرْحَام بَعضهم أولى بِبَعْض﴾ فنسخت هَذِه الْآيَة كل معاهدة ومعاقدة كَانَت بَينهم

1 / 73