وإني لسعيد،
بانتظار الموسم الجميل.
أحببت هذه الكلمات لأنها تعبر تماما عما في قلبي، عما كنت أحسه وأبحث عنه لكنني لا أجده، كم أشعر برغبة في أن ألتقي برفيق يشاركني بحثي، ويماثلني في أفكاري، فيساعدني وأساعده! أتراني ألتقي ذلك الشاب ذا الجبهة العريضة مجددا؟ أشعر أن لديه شيئا ما، سأكون أكثر جرأة حين ألقاه، ما كنت أدري أنني فوت علي فرصا كثيرة في الحديث معه، والتعرف إليه، من يدري؟ لعل الحياة كانت ستأخذ مجرى آخر معي؟ لكن الوقت لم يفت بعد؟ في هذه اللحظة بالذات نظرت إلى ديوان طاغور وتذكرت أن الوقت لا يزال قائما، عندها عقدت العزم على البحث عنه، لكنني لا أعرف سوى اسمه الأول فحسب «رائد»، هكذا سمعتهم مرة ينادونه في المكتبة، يا له من اسم! سأبحث عنه، وسأجده، وسأتحدث إليه، صحيح أنني لا أعرف تماما كيف وأين، لكن الأمر الوحيد الذي أعرفه جيدا أنني لن أتوقف حتى أجده.
أين أنت؟ ففي جعبتي حكايا لم أحكها لأحد، وفي عيني رؤى لم أروها لأحد، وفي صدري أحلام تكاد تنفلت من عقال المستحيل، لا تتباطأ في الوصول، فخيل آمالي مسرجة تترقب الرحيل.
وقبيل أن أنام فتحت بريدي الإلكتروني كعادتي، وإذا برسالة تصلني من عنوان لا أعرفه، عجبا! لا أتلقى عادة رسائل من مجهولين، فتحت الرسالة وقرأت التالي:
الصديقة العزيزة
أشكرك على ثقتك الغالية بأن أعطيتني عنوان بريدك الإلكتروني، وهي وسيلة التواصل الأفضل حاليا بسبب اضطراري للسفر. أتمنى أن تفكري مليا فيما اقترحته عليك، ولك خالص الشكر.
شادي
5
1997م
Unknown page