A Golden Advice to Islamic Groups
نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية
Investigator
مشهور حسن سلمان
Publisher
دار الراية
Publication Year
1410 AH
Publisher Location
الرياض
اتّعدوا لها، فأكثروا ضرب الطبل، فلم يجبهم أحد.
وكان إسحاق بن إبراهيم غائباً عن بغداد، وخليفته بها أخوه: محمد بن إبراهيم، فوجّه إليه محمد بن إبراهيم غلاماً له يقال له (رَحش)، فأتاهم، فسألهم عن قصتهم، فلم يظهر له أحد ممن ذكر بضرب الطبل. فدُلّ على رجل يكون في الحمامات، مصاب بعينه. يقال له: (عيسى الأعور)، فهدّده بالضرب، فأقرّ على أبني أشرس - اللذين ضربا بالطبل قبل موعده - وعلى أحمد ابن نصر بن مالك وعلى آخرين سماهم، فتتبع القوم من ليلتهم، فأخذ بعضهم، وأُخذ طالباً - الذي وضعه أحمد بن نصر على الجانب الغربي - وأخذ أبا هارون السّراج - الذي وضعه أحمد بن نصر على الجانب الشرقي - وتتَّبع مَنْ سمّاه عيسى الأعور في أيام وليالٍ، فصُيِّروا في الحبس في الجانب الشرقي والغربي، كلّ قوم في ناحيتهم التي أُخذوا فيها. وقُيِّد أبو هارون وطالب بسبعين رطلاً من الحديد، كل واحد منهما، وأصيب في منزل ابني أشرس عَلَمان أخضران فيهما حمرة في بئر، فتولَّى إِخراجهما رجل من أعوان محمد بن عيّاش - وهو عامل الجانب الغربي وكان عامل الجانب الشرقي العباس بن محمد بن جبريل القائد الخراساني - ثم أُخِذ خصيّ لأحمد بن نصر فَتُهدِّد، فأقرّ بما أقرّ به عيسى الأعور، فمضى إِلى أحمد بن نصر وهو في الحمّام. فقال لأعوان السلطان: هذا منزلي، فإن أصبتم فيه علماً أو عُدَّة أو سلاحاً لفتنة، فأنتم في حلّ منه ومن دمي، ففتش فلم يُوجد فيه شيء، فحمل إِلى محمد بن إبراهيم بن مصعب، وأخذوا خصيين وابنين له ورجلاً ممن كان يغشاه، يقال له: إسماعيل بن محمد بن معاوية بن بكر الباهليّ - ومنزله بالجانب الشرقي - فحمل هؤلاء الستة إلى أمير المؤمنين الواثق. وهو بسامراء على بغال بأكُفٍ، ليس تحتهم وطاء، فقُيّد أحمد بن نصر بزوج قيود، وأُخرجوا من بغداد يوم الخميس لليلة بقيت من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وكان الواثق قد أُعْلم بمكانهم، وأحضر ابن أبي داود وأصحابه، وجلس لهم مجلساً عاماً ليمتحنوا امتحاناً مكشوفاً، فحضر القوم واجتمعوا عنده.
18