احبه وموالاة من والاه وتوقيره واحترامه ولا محيص لنا من ان نعدل عن التمسك بولاء من عادى الله ورسوله منهم ونتجنب حب من ابغضه الله ورسوله ونتبرأ منه ولو كان ابا أو اخا أو صديقا ولا نجعل للهوى والعصبية سلطانا على قلوبنا بمحبتهم وتواليهم حتى يحق لنا بذلك صريح الايمان كما جاء في الكتاب العزيز مكررا ووردت به الاحاديث الكثيرة ومن لم يكن كذلك فليتهم نفسه في ايمانه رنبا انك تعلم ما نخفي وما نعلن والله لو كان من حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله في اصحابه ومن رعاية عهده والادب معه ان نمسك عن عداوة وبغض من حاد الله ورسوله واحدث الاحداث السيئة بعده منهم لم نعاد احدا منهم ولم نبغضه ولو ضربت اعناقنا وقطعنا بالسيوف اربا اربا ولو كان التعامي والتغافل عن انكار مخالفات المحدثين منهم وتأويلنا بالالسن سيئاتهم مع علمنا بوقوعها منهم مجديا عند الله شيئا أو عاذرا لنا عنده لتأولنا كل سيئة صدرت عن احد منهم وصافحنا من يلتزم ذلك يدا بيد ولكن من الذي تجاسر على ذلك وآيات القرآن تزجره واحاديث الرسول تمنعه افمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا اهواءهم. ومن الغباوة ان لم نقل من العناد اهدار كل كبيرة وموبقة لدعوى حرمة الصحبة لاشك ان حرمة عظيمة للصحبة وشأنا فخيما نلتزمة ونعلمه ابناءنا ونساءنا ولكنه مقيد بما قدمناه الا تريان للكعبة وللمسجد ايضا حرمة ومن حرمتها احترام سدنتها وخدمها ومن هو داخلها لكن من دخلها منهم وبال فيها أو احدث عمدا أو دخل المسجد مؤذنه أو امامه فسرق امتعة المصلين وثيابهم لم يبق له من حرمتهما شئ البتة بل يجب طرده منهما واهانته داخلهما أو خارجهما ومن ظن انه يلزمنا احترامه لحرمتهما بعد ان جرى منه ما جرى فهو في اقصى درجات الغباوة أو في اشد مراتب العناد والمراغمة واتباع الهوى ومن اظلم ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين.
--- [ 187 ]
Page 186