ما ثبت وصح عندنا بل وما تواتر من ارتكاب بعضهم ما يخرم العدالة وينافيها من البغي والكذب والقتل بغير حق وشرب الخمر وغير ذلك مع الاصرار عليه لا ادري كيف تحل هذه المعضلة ولا اعرف تفسير هذه المشكلة. اليك فاني لست ممن إذا اتقى * عضاض الافاعي نام فوق العقارب أما الامر بحسن الظن فحسن ولكنه ليس في مقام بيان الحق وابطال الباطل والكلام على جرح أو تعديل ولو سوغنا هذا لتعطلت الاحكام وبطلت الحدود والشهادات وكبكب الشرع على ام رأسه اذلا وجه لتخصيص اشخاص دون آخرين بحسن الظن بهم في كل ما يفعلونه إذا ترتب على فعله حكم شرعي الا بمخصص شرعي واني بذلك ولو عممنا القول بذلك لكان حسن الظن حسنا بكل فرد من افراد المسلمين في كل ما يفعله كما يقول به بعض الصوفية فيتأول حينئذ لكل منهم ما ارتكبه من القبائح والبدع المضلة والكبائر ويحمل كل ذلك على محمل حسن وقصد صالح ويدخل في ذلك الخوارج وغلاة الرافضة فيما يرتكبونه من البدع والتفكير والسب وهلم جرا اللهم غفرانك ان بهذا يتعطل الشرع وتلتبس الامور ويختلط الحابل بالنابل بل الواجب اجرء كل شئ في مجراه عند ارادة ايضاح الحقائق وبيان المشروعات وبهذا عمل الصحابة رضي الله عنهم فيما بينهم وهكذا عمل جهابذة اصحاب الحديث في الجرح والتعديل في رواة الحديث الا فيمن له صحبة على حسب اصطلاحهم في تعريف الصاحب وهي نقطة الانتقاد عليهم ومحل الاشكال إذ كيف يمكن طالب الحق ان يعتمد ما قالوه ويجري على ماجروا عليه من التسوية صحة واحتجاجا بين روايات الحكم والوليد ومعاوية وعمرو واشباههم سبحان الله افمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله لا والله ثم لا والله ان الاذعان للحق شان المنصفين ولكن اكثرهم للحق كارهون.
--- [ 176 ]
Page 175