163

من المهاجرين والانصار وأهل بدر واهل بيعة الرضوان ومن احسن احسانهم وعمل كعملهم رضي الله عنهم اجمعين والصحبة الضارة ما قارنها الخداع والنفاق والعداء له عليه السلام ولاهل بيته وارتكاب المخالفات بعده واقتراف الكبائر كصحبة عبدالله بن ابي وثعلبة والحكم بن ابي العاص والوليد بن عقبة وحبيب بن مسلمة ومعاوية وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب وبسر بن ارطاة وذي الثدية الخارجي والمغيرة بن شعبة وامثالهم (والثواب والعقاب) والاجر والاصر مرتب على تلك الافعال فمن احسن فله الحسنى ومن اساء فعلية ما اكتسب من الاثم ومن خلط واحسن واساء فله ثواب ما احسن فيه وعقاب ما اساء به والموازنة في ذلك بحسب عظم الفعل وصغره ونية فاعله وتوبته واصراره ومرجع ذلك كله إلى الله قال الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قترو لاذلة اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة مالهم من الله من عاصم كأنما اغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. (ويشهد) لذلك ما جاء في حق خيار الصحابة من المبشرات والفضائل العظيمة والوعد بالحسنى كما سيأتي كثير من ذلك وما جاء في حق المحدثين والمسيئين والمنافقين منهم خاصة من الوعيد الشديد. (فمن) ذلك ما اخرجه ابن عساكر عن ابي بكرة من حديث حدث به معاوية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني ورآني فإذا رفعوا الي ورأيتهم اختلجوا دوني فأقول رب اصحابي وفي لفظ اصيحابي فيقال لا تدري ما احدثوا بعدك. (واخرج) البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال: قال النبي (ص) انا فرطكم على الحوض ليرفعن إلى رجال منكم حتى إذا اهويت لاناولهم

--- [ 165 ]

Page 164